الكاتب : عادل الشجاع
في هذا العالم، لا توجد حرب بلا نهاية… إلا الحرب في اليمن، كل حرب تختتم باتفاق، إلا حربنا التي ما زالت معلقة بين أيدي الخارج، معلقة كقدر لم يكتب له الخلاص، وكأن اليمن لا يستحق سلاما، ولا يسمح له أن يستعيد أنفاسه كدولة لها سيادة وقرار..
من ستوكهولم إلى الرياض إلى مسقط، تتوالى الاتفاقات، توقع أمام الكاميرات بابتسامات مصطنعة، ثم تعلق خلف الأبواب المغلقة في غرف المخابرات والسفارات، الخارج لا يريد حربا مفتوحة تنهكه، لكنه أيضا لا يريد سلاما يعيد لليمن مكانته ودولته، يريدون حربا بلا نهاية ولا نصر، مجرد هدنة طويلة، يجلس فيها اليمنيون في غرفة انتظار التاريخ، لا في مقعدهم كأصحاب وطن!.
اليمن اليوم حاضر في كل الملفات الكبرى، لكنه غائب عن نفسه، اسمه يتداول في الملف النووي الإيراني، وفي ملف أمن البحر الأحمر، وفي صفقات الطاقة والممرات الدولية، لكنه يغيب حين يفتح ملف اليمن نفسه! يتحدث عنه كأرض استراتيجية لا كشعب له كرامة وحق وقرار..
لقد سلب من اليمن حتى حقه في التوقيع، والتوقيع ليس مجرد حبر على ورق، بل هو رمز السيادة والاعتراف بالذات، وما لم يسترد هذا الحق، سيبقى اليمن محتلا بالوصاية، مقسما بين حاميات خارجية لا تملك قرارها،ولا تمثل إلا مصالح من أوجدها..
لقد أنهكت الجغرافيا اليمنية، وكسرت الإرادة اليمنية من خلال مليشيات تمثل مصالح الخارج، سلمت قرار الحرب والسلام، لذلك لن تنتهي هذه الحرب بهذه الأطراف، بل بالقرار الشعبي، اليمن لن يستعيد كرامته باتفاق يوقع في عاصمة أجنبية، بل بصحوة وطنية تعيد إليه صوته، تعيد إليه قراره، وتقول للعالم: هذا اليمن، وهذه إرادته، لا يوقع باسمه إلا أبناؤه، ولا يصنع سلامه إلا هو..
فإما أن يستفيق الشعب ليستعيد وطنه، أو يترك الآخرين يكتبون له قدره إلى الأبد، لكن اليمن، بتاريخ حضارته، لا يمكن أن يدار كملف، ولا يختزل كهدنة، ولا يساق كدولة بلا هوية، لقد حان الوقت لأن نعلنها بوضوح: لا سلام يفرض من الخارج، ولا نهاية تمنح كمنة، السلام اليمني يكتب في صنعاء وعدن وتعز وصعدة والحديدة وحضرموت وسقطرى… بأيدي اليمنيين فقط وهذا ما سيكون؟..
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك







اضف تعليقك على المقال