الكاتب : محمد قشمر
أفرزت الحروب المشتعلة في العديد من الدول العربية كاليمن والسودان وقبلها سوريا كوارث إنسانية مختلفة، وأدت إلى حدوث مآسي إنسانية داخل كل دولة من تلك الدول، وعانى أبنائها الكثير من الويلات، خصوصاً مع فشل المنظومة الدولية في إيجاد أي حلول دبلوماسية، أو سياسية لوقف تلك النزاعات المسلحة، بل أن الكثير من الباحثين في القانون الدولي والشأن السياسي الدولي وجدوا أن الدول المؤثرة في القرار الدولي تدير تلك الحروب والنزاعات بطريقة مؤذية للإنسانية.
في ظل هذا المشهد الدولي والإقليمي المعقد، وفي ظل كل تلك الإفرازات المختلفة للحرب والنزاعات المسلحة المختلفة، التي أدت إلى نزوح ولجوء ملايين من البشر من قراهم، ومدنهم وحتى دولهم، كانت المنظمات الدولية عاجزة عن تقديم الكثير، لأنها في النهاية محكومة بمدى مسارعة الدول المانحة في تقديم المساعدات الدولية لأولئك النازحين واللاجئين، رغم اعتراضنا على عمل كثير من المنظمات الدولية التي رغم وفرة المساعدات الإنسانية لم تقدم الكثير.
برزت في خضم تلك الأحداث المملكة العربية السعودية التي احتضنت الملايين من النازحين من اليمن والسودان وسوريا، وقدمت لهم الكثير على مستوى الداخل السعودي، غير ذلك الكم الهائل من المعونات التي قدمتها على المستوى الخارجي خصوصاً عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة الذي يعد اليوم واحد من أهم وارقى المنظمات الدولية التي تقدم الإغاثة الإنسانية في أكثر من ثلاثة وثلاثين بلد حول العالم.
كان للتعليم النصيب الأوفر من العطاء الإنساني المتميز الذي قدمته المملكة لكل من أكرمه الله وكان نازحاً زائراً ضيفاً معززاً مكرماً على أرضها المباركة.
فاستوعبت المدارس في المملكة العربية السعودية مئات الألاف من الأطفال الطلاب من الجنسين، ذكوراً وإناثا في كل المراحل الدراسية المختلفة، وقدمت نموذجاً كانت تتباهى به الدول الغربية في منحها الفرصة الدائمة للطلاب في الالتحاق بالمدارس دون أي معوقات، لتكون المملكة صاحبت عطاء متميز في هذا المجال.
فعندما تدخل إحدى المدارس تجد خليطاً عجيباً جميلا من الطلاب من جنسيات مختلفة ممن هم ليسوا من المقيمين، بل من الزائرين النازحين بسبب النزاعات المسلحة في بلدانهم في مشهد يجسد لوحة إنسانية راقية.
ومن خلال تجربتي الشخصية وجدت تعاونا مبهراً من القيادات التربوية في المدارس التي التحق بها أولادي في مدارس الأولاد أو مدارس البنات، ومن باب التقدير والشكر والعرفان أذكر على سبيل المثال لا الحصر المدرسة المتوسطة ال43 للبنات والمدرسة 22 الثانوي للبنات والتي وجدت ابنتي بها كل المحبة والتقدير دون تفرقة بينها وبين الطالبات الأخريات، حتى انهت دراستها الثانوية.
ومن مدارس البنين ما وجدته ولمسته في مدارس مثل مجمع العليان التعليمي، ومتوسطة بن قدامة ومثل ثانوية صقلية للبنين، والتي يحظى فيها إبني كأحد الطلاب غير السعوديين بكل المحبة التقدير والاحترام، وقد شدني موقف حدث في ثانوية صقلية للبنين لأحد الطلاب اليمنيين، وكيف تعامل مدير المدرسة معه بحكمة، ورأفة، وإنسانية راقية سطرت نموذجاً نادراً من نماذج العطاء التعليمي والتربوي في مملكة الخير، وكيف يتعامل بعض الوكلاء والمدرسين مع الطلاب كأنهم نسيج واحد، بل أنهم في حالاتٍ كثيرةٍ يقدمون أكثر من واجبهم مع الطلاب، وهم يدركون يقينا أن هذا العمل من أعظم الإعمال الإنسانية وأرقاها.
تقدم المملكة العربية السعودية النماذج المميزة في العطاء الإنساني الذي اصبح جزء من سياسة الدولة التي تحمل على عاتقها المسؤولية الإنسانية بكل شرف وجدارة وفخر.
كلمات الشكر تعجز أن توفي هذه الأرض حقها إلا أنا نقولها بأفواهٍ مملؤة سعادة وقلوبٍ مستبشرة شكراً لكم من الأعماق وحفظ الله مملكة الخير وقيادتها وشعبها.
اضف تعليقك على المقال