يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

فخامة الرئيس و سياسة هندسة اعادة الثقة

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار 

يتولى فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي في المرحلة ، مهمة استعادة وحدة الصف الوطني ، ويعمل عليها كواحدة من  المهام الشاقة فيها . وربما تجاوزت ماعداها لتحتل الصدارة من جدولة اعماله في الاونة الاخيرة ، الممكن ملاحظتها بوضوح في متابعة لقاءاته مع  مكونات الاحزاب السياسية ،  المتلاشى دورها في مشهد الاحداث التي عصفت باليمن لدرجة الذوبان ،  نتيجة تعرضها لهزاتها العنيفة فاقدة القدرة على الصمود والوقوف لثانية في عين عاصفة الانقلاب على شرعية الدولة و نظامها الجمهورية ، مما تسبب في بهتان دورها الوطني في سياق التعاطي مع الازمة ، متبوعا بضياع شارعها السياسي الذي دخل هو الاخر في حالة من الغياب الوطني ، فاقدا لتأثيراته الجماهيرية النشطة على  الاحداث و المستجدات على الساحة ، لانقطاع صيرورة ارتباطه بمنظومتها الحزبية الفاعلة التي تمثل اكسير الحياة لاطرها الشعبية الواسعة . مما ساعد على خلو الشارع اليمني من زائر اصواتها ، بعد فرشه المفاجئ بالبساط الاحمر للقادمين الجدد ، دون اطلاق رصاصة بندقية عليهم ، ليصاب المواطن الجمهوري بهزيمة ثورية حادة جعلته يتجرع مرارة الخذلان لفقدانه الثقة الوطنية بالنظام وقواه السياسية والدفاعية ، وانهيار جدران بنيانها في غمضة عين .  
من هنا تبدأ اول خيوط ضياع اليمن ، مما استدعاء فخامة الرئيس الدكتور  لمحاولة العودة اليها ، مسترشدا بفلسفة قيادة الدولة والمجتمع ، مستعيدا جدولة الاولويات منها في اطار المساحة المسموح له بالتحرك فيها ، شريطة مراعاة الاحكام الدولية الجائرة على اليمن . محققا نجاحات سياسية غير مسبوقة تظهر مستويات قدراته القيادية والاستثنائية الفذة ، و البارزة بوضوح في حسن استغلاله المناسب لكل فرصة مواتية تقع تحت نافذة بصيرته السياسية الثاقبة .
ويمكن الاستدلال على ذلك بولادة مكون القوى السياسية في عدن بعد فترة وجيزة من توليه قيادة الشرعية ، ايذانا بفتح ثغرة وطنية قوية في جدار الازمة . لايمانه العميق باهمية عودة الحياة للمكونات الحزبية ، التي تعني في الاساس عودة عنفوان الشارع اليمني ، واول خطوات يجب اتخاذها لتهيئته لاستعادة دوره في الدفاع عن الجمهورية ، و إقامة جدران بنيان نظامها الجمهورية على قاعدتها الجماهيرية العريضة  ، قبل ان تنهال  معاول الهدم السياسي للانظمة الهجينة عليها منذ قيام الثورة . على حجم الطفرة النوعية التي شهدها اليمن في عهده الوحدوي المبارك رغم خروجها بشق الانفس من عنق زجاجة النظام المحاصر بالقبيلة المحملة بوزر الجناية على الثورة في كل المراحل . 
ويعمل فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي ، على مواصلة تشييد صروح هذه المكونات السياسية المستمدة قوتها من تاريخها النضالي الخالد ، باذلا قصار جهده السياسي لاعادة ثقتها بنفسها ، واعادة ثقتها بالوطن والثورة والجمهورية باعتبارها من ثمراتها الوطنية المباركة واليانعة و كثيفة الظلال بعطائها الوطني على كل صعيد ،  عاملا بصمت على التحاق المكتب السياسي للمقاومة بمقطورتها ،  ضمانة للوصول لتحقيق اعلى مراتب  لاصطفافها الوطني ، والانطلاق في تشييد جسور ثقتها المتصدعة بواقعة الاحداث المزلزلة في اليمن . عملا بمفهوم  المقاومة كحاضنة وطنية ، لا  ثكنة العسكرية فقط . باعثا قيم الحياة السياسية  للقوى الوطنية المختلفة الرؤى والتوجهات ، وتمكينها المرتقب من النهوض بدورها الوطني في المرحلة ، وتجييشها للانتصار لكل الاستحقاقات الوطنية فيها .
ونتطلع في نجاح الرئيس الدكتور رشاد العليمي في اقامة جبهة وطنية عريضة شديدة القوى و البنيان مؤمنة بالجمهورية ، مقدسة الموت في سبيلها .
ويمتلك فخامة الرئيس الدكتور رؤية استراتيجية صائبة ، لاعادة احياء عمل هذه القوى التي تمثل الرافعة الوطنية القوية  للنظام السياسي ، و الواجهة الديمقراطية الحقيقة له .

اضف تعليقك على المقال