يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

تعز… يا عطش المواقف ويا خذلان الأبناء

محمد اليافعي

 


أن غابت الحكومات  فاين المسؤولية المجتمعية لرجال الاعمال.؟ اين التجار ؟؟      


الكاتب : ابو الفضل اليافعي  
 
   تعز مدينةٌ وعلى مدى أكثر من سبعة عقود قدمت  أجمل  مالديها لكل  اليمنيين 
 هي ذاكرةٌ من وهجٍ وكتبٍ ومقاعدِ مدرسةٍ وطموحٍ يتدلّى من النوافذ.
كانت أول من آوى الحالمين بالمدنية، من  مناطق الشمال والجنوب 
وفتحت قلبها لطلاب العلم، وتخرج منها رواد السياسة  والاقتصاد الذين اغلبهم يديرون ظهورهم اليوم لمعاناة تعز 
 بل صدّرت لكل ارجاء اليمن  أول بذور التنوير.في شوارعها تشكّلت أولى الطبقات المتعلّمة، وفي أسواقها تنفّست التجارة اليمنية أول أنفاسها،.بعد أن اغلقت  مدينة العالم ( عدن)
وفي بيوتها نهضت أسماءٌ أصبحت اليوم إمبراطورياتٍ مالية تسكن ناطحات السحاب في العالم،
وتنسى أن بداياتها كانت من زقاقٍ صغيرٍ في المدينة التي لا تزال تشرب العتمة. وتقتات ألم الخذلان
يا مجموعة هائل ، يا بيت ثابت، يا بيت  الكريمي، يابيت الشيباني، يا بيت درهم، يا.ويا ويا 
..  يا  كل البيوت التي كبرت في حضن تعز... مواطنة أو وافدة
أما سمعتم نحيب الماء؟
أما رأيتم وجوه الأطفال وهي تمشي بأقدامٍ حافية صوب الجالونات الفارغة؟
هل يعقل أن المدينة التي أعطتكم أول فرصة، وأول حرف ، وأول  تعزيز،
وأول دفعة للأمام...  وريتكم من كل الخيرآت.  وضمتكم إلى قائمة رجال الأعمال تُترك عطشى، تنتظر المطر،
تغسل وجعها بدمع الصبر،
وأنتم تعدّون الأرباح في بنوك العالم؟!
تعز لا تشكو، فهي معتادة على الخذلان،
خذلها السياسي، وخذلتها الحكومات، وغفلت عنها المنظمات، لكنّها لم تكن تظن أن خذلان الأبناء سيكون الأقسى. ليست صدقةً ما نطلب منكم ولا منّةً، بل دينٌ في رقابكم، اسمه "الوفاء".اسمه "المسؤولية"، اسمه أن تعودوا إليها  كابناء باريين كما كانت أمًّا لكم حين كنتم غرباء
وأننا أمام موقف فيه شرف وعزة  . أو فيه خسة وخذلان ؟ 
من يروي عطش تعز؟
من يعيد النبض للمدينة التي تعبت من الصبر؟ من منكم سيكتب اسمه في دفتر الوفاء، قبل أن يُكتب في لائحة النسيان؟
تعز تناديكم،فإن أدرتم الظهر كما أداره غيركم… فلن تغفر لكم الذاكرة،
ولن يصفح عنكم التاريخ.

اضف تعليقك على المقال