يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

هون علي قلبك .. ففي التهوين حياة

أشرف محمدين

 

الكاتب : أشرف محمدين 

في زحام الحياة، وضغوط الأيام، ودوّامة المسؤوليات… كلنا نحمل فوق أكتافنا ما يكفي لأن يجعلنا على الحافة. نتألم بصمت، نبتسم رغم الإنهاك، ونحاول أن نتماسك، فقط لنكمل.
ومع كل هذا… لا نحتاج إلى مزيد من القسوة في تعاملاتنا، ولا إلى تضخيم الهفوات، أو تعليق قلوبنا في مشانق العتاب واللوم المستمر.
فالإنسان، بطبعه، يخطئ… ينسى… يتعثر. وقد قالوا قديمًا: “من لا يخطئ لا يعمل”. إذًا، لمَ نُعامل الآخر وكأننا ملائكة وهو وحده المذنب؟
لو الغلطة بسيطة… عدِّها.
ليس كل زلة تستحق الحرب. أحيانًا، يكون التقدير في التغافل، والرحمة في الترفُّع. ففي العلاقات، القلوب لا تحتاج إلى ميزان دقيق للعدل، بل إلى مساحة للتسامح والتجاوز.
لو المشكلة لا تستحق… لا تكبّرها.
كلمات تُقال في لحظة غضب، مواقف تُفهم على غير قصد… كم من علاقة تهاوت بسبب “تفخيم” ما كان يمكن تجاوزه؟ التهوين لا يعني الضعف، بل قوة النضج.
ولو اعتذر من أمامك… لا تُمعن في التأنيب.
الاعتذار شجاعة، لا مهانة. ومن قدّم لك اعتذارًا، فقد قدّم قلبه. فكن كريمًا كرم المحبة، لا بخيلاً بحجة الكرامة الزائفة.
في ظل كل ما نمرّ به، لنكن نحن نقطة الضوء…
دعنا لا نكمل على بعض، لا نزيد النار حطبًا… بل نكون الماء الذي يطفئ الغضب، واليد التي تُرمم ما كسرته العجلة، واللسان الذي يُطيب الخاطر.
جملة عظيمة تقول: “بلاش الغلطة تمحي المحبة، خلّي المحبة تمحي الغلطة.”
وهي ليست مجرد كلمات… بل فلسفة حياة.
أن تختار أن تُهوِّن، أن تُسامح، أن تتجاوز… يعني أنك تمنح الحياة فرصة للاستمرار بأقل الخسائر، وأنك تختار الحب على حساب الأنا، والودّ على حساب الكِبْر.
التهوين ليس هروبًا من المواجهة، بل انتصارٌ للنية الطيبة.
والمحبة الصافية… لا تُقاس بعدد مرات العتاب، بل بقدرتنا على تجاوز الزلات، وحمل القلوب برفق.
ختاما
في هذا العالم الذي لا يرحم، كُن رحيمًا.
وفي هذا الزمان الذي يُعلّي من الضجيج كُن أنت صوت العقل والرقة.
سامح - فإننا لا ندري من يرحل غدًا.
وهوِّن - فإن التهوين على الناس، يهوِّن الله به علينا في الدنيا والآخرة.

اضف تعليقك على المقال