الكاتب : شعيب الاحمدي
من عاش في تعز عامي "2015-2016-2017" يدرك جيدًا معنى المقاومة الحقيقية، التي شارك فيها الطفل في المهد والشيخ على باب اللحد، الفتاة التي ترتدي فستان الزفاف وتلك الأم التي تسعى لخلق جيل مقاوم.
خلال هذه السنوات الثلاث كانت تعز شارع واحد كجسد نحيل يكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
تسيطر عليه قوات الحرس والأمن المركزي المدربة بأفضل الميادين القتالية، وجماعة الحـ ـوثي المسلحة بمعدات الدولة، من كل مكان.
كانت مدينة
بلا سلاح
ولا ماء
أو غذاء
أو دواء
بلا كهرباء
أو شريان حياة
لكنها كانت معها حلم واحد
اشترك فيه الصغير والكبير
بقلوبهم
"ننتصر أو نموت"
تحررت جولة المرور، ثم الوصول إلى الدحي
ومن الشارع الأسفل وصولا إلى بئر باشا
ومن الجهة الآخرى الدائري واتجاه تبة الإخوة
هذا المشروع الجمهوري
فقدته السلطة المحلية فقط
كونها انشغلت بالفتات والمحاصصة
بينما الجيش والأمن والمقاومة الشعبية
لا يزالون في جولة القصر والتشريفات
وجبل جرة والكسارة ومقبنة والصلو
جبال على الجبال
يرفعون الصرف كي تفتر عزائمهم
ويتمسكون بمشروعهم الوطني
يقطعون الكهرباء ويعدمون المياه
ويتيمموا بالبنادق ويتضوون بالرصاص الحارق الخارق
أنا لا أؤمن بالسياسية ولا الخطابات المعنوية ولا الهدامة
أؤمن بالجيش الذي لا يحمل سوى هم التحرير وتعز
ورب هذا الجيش وما خلق أن لا شيء يا عبدالسلام قادر على اخضاع تعز سوى خالقها
هذه مدينة عنيدة تقهر وتهدئ لكنها لا تموت
اضف تعليقك على المقال