الكاتب : أشرف محمدين
في هذا العالم السريع المتغير الذي يعج بالضجيج تبقى الكلمات هي الأثر الأوضح بعضها يربت على القلب كنسمة رقيقة وبعضها يصفع الروح كريحٍ عاصفة
فالكلمات وإن كانت بلا وزنٍ مادي إلا أن أثرها لا يُقاس بثمن
فقد تبني قصورًا من الود أو تهدم جسورًا من القرب
كلمة واحدة قيلت في لحظة صدق قد تفتح بابا للصلح بعد خصام طويل
وكلمة أخرى خرجت بتهور قد تُنهي علاقة عمرها سنين
الكلمة مسؤولية وليست فقط رأي
كثيرون يعتقدون أن الكلام لا يُحاسب عليه الإنسان إن قاله بصدق أو تحت مسمى أنا صريح
لكن الحقيقة أن الصدق لا يُبرر الوقاحة والصراحة لا تعني القسوة
فما يُقال يجب أن يُوزن لا بالميزان العادي بل بميزان القلب والعقل معًا
الكلمة مثل الماء إن رُشّت بلطف أنعشت وإن فاضت أغرقت
فالعبارة الجميلة - الكلمات كالماء بعضها يروي وبعضها يُميت غرقا تختصر كل شيء
فالكلمات اللطيفة تُسقي الأرواح العطشى للحنان
أما الكلمات الجارحة فتُغرق النفس في مرارة لا تُنسى.
كم من شخصٍ عاش حياته يحمل جملة قيلت له في طفولته
أنت فاشل او أنت غير محبوب او مش هتنجح أبدا
وكم من إنسانٍ نجح لأنه سمع كلمة واحدة مثل أنا مؤمن بيك
لا تتحدث حين تكون غاضبًا، ولا تصمت حين يحتاجك أحد
الصمت أحيانًا حكمة، لكنه لا يجب أن يكون هروبًا.
والكلام ضرورة، لكنه لا يجب أن يكون اندفاعًا.
تعلم متى تتكلم، ومتى تصمت، ومتى تكون كلماتك بلسمًا لا سكينًا
نحتاج إلى ثقافة الكلمة الطيبة
في بيوتنا - في علاقاتنا - حتى في الشارع ومع الغرباء
نحتاج أن نتعلم أن الكلمة الطيبة ليست ضعف ولا مجاملة فارغة بل هي قوة تصنع المحبة وتبني الثقة
الكلمة الطيبة تفتح القلوب المغلقة وتكسر الحواجز الصلبة، وتعيد الدفء للنفوس المتباعدة
و لكن هناك امل في الأفق يسير معنا
إذا شعرت يومًا أن علاقتك بأحدهم على حافة الانهيار
تذكر أن كلمة أنا آسف قد تُنقذ الموقف
وأن كلمة أنا معاك قد تزرع الأمان في قلب خائف
وأن كلمة أنا فخور بيك قد تُحيي شخصًا كان يحتضر معنويًا
فالكلمات ليست فقط وسيلة للتواص بل وسيلة للحياة
اختر كلماتك كما تختار من تحب
ولا تنسَ الكلمة الطيبة صدقة
وصدقة الكلمة أحيانًا أغلى من المال
اضف تعليقك على المقال