الكاتب : عبد السلام الدباء

في خضم مرحلة تاريخية فارقة من مسيرة اليمن، لمع اسم شخصيتين وطنيتين فذّتين، كان لهما دور محوري في تقريب وجهات النظر وتنظيم العمل المؤسسي بين شطري الوطن اليمني وصولاً الى تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م، وهاتان الشخصيتان هما :  
- الأستاذ يحيى حسين العرشي – وزير الدولة لشؤون الوحدة في الشطر الشمالي من اليمن (سابقاً) 
- والأستاذ راشد محمد ثابت – وزير الدولة لشؤون الوحدة في الشطر الجنوبي من اليمن (سابقاً).

لم تكن العلاقة بين الرجلين مجرد شراكة سياسية أو تنسيق إداري، بل كانت علاقة صداقة عميقة ومميزة، وصفها الأستاذ يحيى العرشي، لكل منهما تجاه الآخر بـ"الخدن الوميق"، وهو ترجمة عربية فصحى من تعبير صيني يستخدم لوصف (الصديق العظيم جدًا جدًا)، وقال بأن هذا الوصف سبق وأن أطلقه عليهما الصحفي الراحل/ صالح الدحان كعنوان بارز يجسد حالة الصداقة وللود الذي جمع بينهما.

لقد كانت روح التفاهم والثقة والاحترام المتبادل التي جمعت "الخدنَين الوميقَين" بمثابة حجر الأساس في إدارة حوارات الوحدة وتذليل التباينات بين الشطرين باليمن (سابقاً)، بعيداً عن التوتر أو النزاع، فكانا نموذجاً يُقتدى به في العمل الوطني القائم على المسؤولية المشتركة والرؤية الوحدوية.. وكان الرجلان وهما يؤديان واجبهما الوطني اشبه بـ جناحي طائر، هو طائر الوحدة اليمنية المباركة.

واليوم، وبعد مرور 35 عاماً على إعلان الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م، ما تزال تلك العلاقة حاضرة بين الرجلين بكل ما تحمله من رمزية، وهذا الأمر يُذكّرنا بأن الوحدة لا تُبنى فقط بالقرارات، ولكن أيضاً بصِدق الرجال ونُبل النوايا.

فـ تحية إجلال وتقدير لهذين الرجلين الوحدويين والقائدين الوطنيين اللذين وضعا بصمة خالدة في دفتر وحدة اليمن الكبير.  
______

*مستشار وزارة الشباب والرياضة