الكاتب : أشرف محمدين
في زمنٍ كثرت فيه الصراعات، وتنازعت فيه القلوب بين الوجع والخذلان، وسط زحام الحياة وضجيج المصالح، تظلّ “النية الطيبة” واحدة من أنبل ما يمكن أن يحتفظ به الإنسان في داخله. وقد لا يكون لديك القدرة دائمًا على تقديم الخير ماديًا أو معنويًا، وقد تتعثر في خطواتك، أو تُثقلك المسؤوليات، لكن ما دمت تنوي الخير، ما دمت تتمنى الخير للناس في سرك وعلنك، فأنت بخير، وقلبك لا يزال حيًا.
النية الطيبة… بوصلة الإنسان نحو النور
النية ليست مجرد فكرة عابرة، بل هي أصل كل سلوك. هي الدافع الصامت الذي لا يراه أحد، لكنها تُترجم يومًا ما إلى أفعال، أو على الأقل، تظل شاهدًا على طهارة روح صاحبها. في عالمٍ تعمّه الشكوك والأنانية، تصبح نيتك الطيبة مرآة نقائك. حتى إن لم تملك القدرة على التغيير أو المساعدة، يكفي أن قلبك لم يعرف الحقد، وأنك ما زلت تُضمر الخير، وتتمنى للجميع أن يكونوا بخير، حتى أولئك الذين خذلوك أو آذوك.
الخير… عبادة صامتة
كثيرون يربطون الخير بالفعل فقط، لكن الخير يبدأ من القلب. فنية الخير عبادة خفية لا يراها إلا الله. وقد تكون نيتك سببًا في تفريج كربٍ أو رفع بلاء، وأنت لا تدري. حديث النبي صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات” ليس فقط موجهًا للعبادات، بل هو فلسفة حياة، تقول لنا إن قيمة الإنسان بما يُضمر لا بما يُظهر.
في عالمٍ صاخب… كن نيتك الطيبة هي مقاومتك
في زمنٍ امتلأ بالحقد والغل والمصالح الشخصية، يصبح من الصعب أن تحتفظ بقلبك دافئًا. أن تتمنى الخير للناس من دون مقابل، أن تفرح لنجاح غيرك، أن تدعو للناس بالستر والصحة حتى لو لم تتلقَ منهم شيئًا… هذا نوع من البطولة الروحية. من لم تغيّره قسوة الحياة، ومن لم تسرقه الأنانية، ما زال إنسانًا في زمنٍ يكاد يُطفئ فيه النقاء.
النية الطيبة… دواء للروح وإن لم تتحقق
أحيانًا، لا نقدر أن نقدم المساعدة، وقد نحزن على ذلك، لكن لا تنسَ أن نيتك لها أثر، حتى إن لم تُترجم لشيء. الله يعلم ما في القلوب، ويجازي عليه، ولو بعد حين. فإن تمنيت الشفاء لمريض، أو النجاح لصديق، أو الطمأنينة لمن تحب، دون أن تملك وسيلة لذلك، فأنت تزرع نورًا في قلبك، وتبثّ طاقة رحمة في العالم.
النية الطيبة لا تُهدر
قد تظن أن نيتك ذهبت سُدى، أو أن أحدًا لم يقدر طيبتك. لكن الحقيقة أن ما كان لله لا يضيع. النية الطيبة تُرد إليك في أوقات لا تتوقعها، في لحظات احتياج، في رزقٍ مفاجئ، أو في قلبٍ يحنو عليك حين تضيق بك الدنيا. الطيبون لا يُنسون، حتى لو لم يُصفّق له في النهاية - ما دمت تتمنى الخير… فأنت بخير
أنت بخير، ما دام قلبك لم يعرف الكراهية. أنت بخير، ما دمت تفرح لفرح الناس، وتحزن لحزنهم، دون أن تنتظر شيئًا. الخير الحقيقي لا يحتاج إلى جمهور، بل إلى قلب صادق، وضمير حي. و تأكد ان الحقد و الانتقام يدمران صاحبهما و يضيعان عمره هباءا ، ابقَ على نيتك الطيبة… فذلك أعظم ما تمتلكه
اضف تعليقك على المقال