يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ماذا بعد سقوط عدن؟

حسين البهام

 

الكاتب : حسين البهام

………………………

تشير الأحداث الأخيرة في عدن، لا سيما انتفاضة حرائرها الرافضة للظلم والاستبداد، إلى بوادر تحول سياسي عميق قد تعيد صياغة مستقبل اليمن. ويبدو أن التاريخ، الذي كثيرًا ما دار في دوائره، على وشك أن يعيد نفسه بصيغة أكثر جرأة هذه المرة.. بصيغة نسائية.

ومن بين الركام والألم، ينتفض السؤال المشروع:
ماذا لو حكمت المرأة اليمن؟
هل تقدر على أن تلامس طموحات الشعب الباحث عن حرية وكرامة؟ وهل تستطيع أن تنتزع القرار السيادي الذي رهنه الرجل طواعية للخارج؟

قبل الإجابة.. دعونا نسترجع صفحتين ناصعتين من التاريخ اليمني:
حين حكمت الملكة بلقيس مملكة سبأ، لم تكن مجرد امرأة على العرش، بل كانت رمزًا للحكمة والتوازن، قادت مملكة مزدهرة حتى أن ذكرها ورد في القرآن الكريم كشخصية عظيمة اتخذت قرارها بعقل وقلب وحكمة.
ثم جاءت الملكة أروى بنت أحمد الصليحي بعد قرون، لتكتب فصلًا آخر من فصول المجد اليمني، إذ لم تحكم فحسب، بل أنشأت المدارس وبنت المؤسسات، وأدارت الدولة بكفاءة نادرة في زمن كان يُقصي المرأة من الفعل العام.

واليوم، وبعد كل ما حل بالوطن من نكبات، تقف المرأة اليمنية من جديد في عدن، تصرخ بوجه القهر، وتعلن عن بدء انتفاضة تستحق أن تُسجل في سجل التاريخ.
إنها ليست مجرد لحظة غضب عابرة.. إنها صحوة وعي.. بداية مشروع تحرر.

أقولها بوضوح: على المرأة اليمنية الثائرة أن تؤمن بقدرتها على قيادة سفينة الوطن كما فعلت بلقيس وأروى، وأن تبرهن للعالم أن ما يحدث اليوم في عدن ليس نزوة، بل انتفاضة حقيقية هدفها بناء دولة مدنية ديمقراطية يسودها القانون وتحكمها العدالة.

إنني أدعو كل الحرائر إلى تحصين هذا الحراك من محاولات الالتفاف والاختطاف السياسي التي يجيدها بعض الساسة المتسلقين على ثورات الشعوب.
فهذه الثورة التي تقودها النساء قد تكون بداية الخلاص، وصناعة التاريخ من جديد، بعد أن فشل الرجال في إدارة الوطن.

ستصنع المرأة اليمنية مجدًا جديدًا ليمن الحضارة، وستثبت أنها الأجدر بقيادة البلاد نحو بر الأمان.
فهي لا تبدأ من فراغ.. بل من إرث ملكتين حكيمتين.. بلقيس وأروى.

اضف تعليقك على المقال