يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

اليمن والوحوش الضارية. حين يُستغل الضعف لتفكيك الوطن وتنيصب دمية من الفخامة للعبور عليها

د. عبدالإله الخضر

الكاتب : ع . د عبدالاله عبدالواسع الخضر 

 

يتعرّض اليمن اليوم لهجمة سياسيةوعسكرية شرسة تقودها قوى متوحشة لا تؤمن بالدول ولا بالسيادة وجدت في حالة الوهن الداخلي والارتباك الإقليمي فرصة سانحة لتمزيق اليمن وتحويله إلى كيانات هشة تدار بالوكالة وتُسخَّر لخدمة مشاريع خارجية معروفة الأهداف والغايات.
ما يحدث في اليمن ليس خطأً عابرًا ولا نتيجة فشل عفوي بل هو نتاج مؤامرة مكتملة الأركان جرى الإعداد لها بعناية ونُفذت عبر تنسيق دقيق 
بين أطراف إقليمية وأدوات داخلية باعت ضميرها الوطني في ظل صمت عربي مخزٍ وتواطؤ دولي لم يعد خافيًا على أحد.
لقد صُنعت دمى من الفخامة ووُضعت في واجهة المشهد السياسي لتكون جسر للعبور للمؤامرة بينما نُفّذت المسرحية بإتقان وتقدّم الطامعون في السلطة ومصاصو دماء الشعوب  مشهد التفكيك تمهيدًا لتجزئة اليمن إلى عدة كيانات متصارعة فاقدة للإرادة مسلوبة الإرادة والقرار.
وفي المقابل جرى إقصاء وتهميش قادة عسكريين وطنيين وشخصيات سياسية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والتاريخ النضالي وإبعادهم عمدًا عن مراكز التأثير
 لأن وجودهم كان سيُفشل المشروع. ومن الأولى استدعاؤهم اليوم قبل الغد لإنقاذ الدولة لا دفنهم سياسيًا خدمة لأجندات مشبوهة.
إن ما يشهده اليمن اليوم هو نتيجة مباشرة لهيمنة عصابة سياسيةاقتصادية متنفذة اختطفت القرار الوطني وفرضت شخصيات هزيلة
 لا تمتلك مشروع دولة 
ولا وعيًا سياديًا الأمر الذي عجّل بانهيار مؤسسات الدولة وفتح الأبواب على مصراعيها أمام الوصايا والتدخلات الأجنبية.
فالخطر الحقيقي لا يكمن في الحرب وحدها بل
 في غياب الحس الوطني وتغليب المصالح الشخصية وإقصاء الكفاءات وتسليم السيادة لمن لا يؤمنون بالوطن
 ولا بوحدته.
اليمن اليوم لا ينهار فقط
 بل يُفكَّك بدمٍ بارد.
ومن هنا نوجّه نداءً سياسيًا صريحًا إلى الدول العربية
 إن ما يجري في اليمن ليس شأنًا محليًا بل قضية عربية خطيرة تقف عند مفترق طرق تاريخي. فإما موقف عربي مسؤول يحمي وحدة اليمن وسيادته أو صمت يفتح الباب لانفجار إقليمي مستقبلا سيدفع الجميع ثمنه.
اليمن ينزف 
فهل من موقف .

اضف تعليقك على المقال