يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الزوكا، الوفاء الذي لا يموت

حسين البهام



الكاتب : حسين البهام

لم ينطفئ بعد لهيب ثورة الثاني من ديسمبر، بل ازداد اشتعالاً، خاصة بعد جريمة اغتيال قائدها ورفيق دربها، عارف الزوكا، الذي خط بدمه أسمى معاني الوفاء. لقد كانت تلك الثورة محكاً قاسياً، عرَّت أقنعة كثيرة سقطت فجأة، كانت تتوشح بشعار الجمهورية كستار زائف للبقاء في سدة السلطة.

لكن الأيام، يا أبا عوض، لم تعد كفيلة بتعريتهم! فبعد أربعة أعوام، لا يزال غبار الغموض يحجب الحقيقة اليتيمة التي يطالب بها هذا الشعب: من هم الخونة؟ من باعوا الوطن والقائد ورفيق دربه في تلك اللحظات الفارقة؟ خيانة تسببت في توهان التاريخ، ليعيد نفسه من جديد، وكأننا لم نتعلم شيئاً بعد من ثورة سبتمبر وأكتوبر!

لقد نحت "أبو عوض" في ذلك المنعطف السياسي درساً لا يُنسى، أثبت فيه أن للوفاء عنواناً وحيداً: التضحية والفداء.

آه يا أبا عوض! كم كنت وفيّاً لمن لا يستحقون نقطة واحدة من هذا الوفاء! يا ليت الأيام تعود بك لترى بأم عين: كيف تغيرت الضمائر، وكيف تبدلت الصداقات الحميمة إلى صفقات مصالح باردة ورخيصة!

منذ رحيلك، تعطلت لغة الكلام في فمي. اليوم، تجد من يدّعي الوطنية والفداء يتقلب بين الفلل والأراضي والأرصدة البنكية، بينما يقف هذا الشعب على حافة الفقر المدقع.

لم تعد الوطنية وطنية! بل باتت طريقاً لنهب الثروات، بعيدة كل البعد عن وطنيتك أنت التي دفعت ثمنها حياتك الطاهرة. لم يعد الوفاء طريقاً نحو الحرية! بل جسراً تعبر عليه الخيانة نحو المجد الزائف.

الكل تبدّل وتغير، وبغيت ذكراك، نتمنى أن يعود بنا الزمن لنحلم بعودة أيامك الجميلة وبسمتك المستنيرة التي كانت تبعث فينا الأمل. كم افتقدك وطنك! لقد أكملت لهم نهج مدرستك، ورسمت لهم طريق الحرية.. لكنهم اختاروا طريق الضلال.

 

اضف تعليقك على المقال