الكاتب : احمد ناصر مهدي
في ظل ما تشهده الساحة الرياضية في عدن من تجاذبات وتحديات، يبرز تساؤل جوهري: هل سيغلب القائمون على رياضة عدن المصلحة العامة ويسمحون لأندية التلال والوحدة والشعلة بالمشاركة في تصفيات الدرجة الثانية؟
لا يمثل السماح لهذه الأندية العريقة بالمشاركة مجرد خطوة نحو الإنصاف، بل هو تأكيد على حسن النوايا وتغليب لغة التقارب التي لطالما كانت جوهر كرة القدم، لا أداة للفرقة والانقسام.
تتمتع هذه الأندية الثلاثة بجاهزية تفوق نظيراتها بمراحل، ما يجعل من مسألة التأهل والعودة إلى مكانتها الطبيعية مسألة وقت لا أكثر، ومن هنا، فإن تجاوز الخلافات الضيقة والانفتاح على آفاق أوسع من التعاون والتكامل، هو ما نأمله من القائمين على الرياضة في عدن والمحافظات الجنوبية.
في سياق آخر، يواصل منتخب الناشئين خطواته الواثقة نحو خطف بطاقة التأهل، خاصة بعد تعثر المنتخب الباكستاني، أقرب المنافسين، مما يجعل اللقاء المرتقب بين الفريقين بوابة العبور إلى النهائيات. وهنا، لا يسعنا إلا أن نشيد بالكابتن هيثم الأصبحي، الذي أثبت قدراته التدريبية العالية، بعد أن كان البعض يشكك فيها.
لقد أصبح اليوم محل إشادة واسعة، ويستحق أن نوفر له البيئة المناسبة للعمل بعيدًا عن الإساءة الاستهداف، كما لا يمكننا تجاهل الجهود الكبيرة التي تبذلها الكوادر الوطنية في ظروف يمكن وصفها بالمستحيلة، وهي جهود تستحق كل التقدير والدعم.
يظل الكابتن سامر فضل نموذجًا للمدرب الشاب، الخلوق والمثقف، رغم ما واجهه من ظروف صعبة. ومن المهم أن ندرك أن بعض المقارنات بين المدربين تظل ظالمة وغير منصفة!!
خسارة المنتخب الأول أمام جزر القمر، بعد تقدمه بفارق هدفين حتى الدقيقة الأخيرة، كشفت عن حاجة ملحة إلى ترسيخ ثقافة الحفاظ على الرتم والتعامل بذكاء مع اللحظات الحرجة في المباريات، كما أظهرت أن بعض عناصر المنتخب لم يعودوا قادرين على تقديم الإضافة، بل أصبحوا عبئًا عليه، مما يثير تساؤلات حول الإصرار على استدعائهم؟!
في الختام، تبقى الرياضة وسيلة للتقارب وبناء الجسور، لا لتكريس الانقسام. وعلى الجميع أن يدرك أن النهوض بالرياضة يبدأ من تغليب المصلحة العامة، وتقدير الكفاءات، وتوفير بيئة صحية للعمل والتطور.







اضف تعليقك على المقال