الكاتب : احمد ناصر مهدي
تمر منتخباتنا الوطنية – الأول، الأولمبي، والناشئين – بمرحلة إعداد داخلي في صنعاء وتعز، وسط غياب شبه تام للدور الحكومي من قبل سلطات صنعاء وعدن، وكأن هذه المنتخبات لا تمثل وطناً بأكمله، بل مجرد أسماء عابرة في مشهد رياضي منقسم. ورغم هذا الغياب، فإن الاتحاد العام لكرة القدم يواصل جهوده بإصرار وشجاعة، متحملاً مسؤولية الإعداد والدعم في ظروف بالغة التعقيد، ما يستحق التقدير والدعم.
ولا يمكن إنكار أن وزارة الشباب والرياضة في صنعاء، خلال فترة الوزير الراحل الدكتور محمد علي المولد – رحمه الله – لعبت دوراً مسانداً لا يمكن تجاهله، فقد كانت حاضرة في دعم المنتخبات بما توفر من إمكانيات. إلا أن هذا الدور بدأ يتراجع مع ظهور مطالبات من نائب الوزير الحالي بإخلاء عهد مالية تعود إلى ما قبل عام 2006، وهو مطلب يبدو غير واقعي في ظل الظروف التي مرت بها البلاد، خاصة وأن الاتحاد قد خضع لأكثر من دورة انتخابية، آخرها في 2024، وبحضور ممثلي الوزارة أنفسهم.
أما في عدن، فالتساؤل مشروع حول اختفاء الحماس الذي كان يبديه الوزير نايف البكري مع كل إنجاز كروي، حيث تبخرت الوعود في لحظة، دون أن تترجم إلى دعم فعلي ومستدام. المنتخبات الوطنية لا تمثل أشخاصاً بعينهم، ولا ينبغي أن تكون ساحة للتجاذبات السياسية أو الخلافات الشخصية، فهي تمثل اليمن بكل أطيافه، وتستحق أن تحظى برعاية وطنية خالصة.
إن الحل يكمن في تشكيل لجنة وطنية لإعداد المنتخبات، تضم ممثلين عن الوزارتين كلا على حده في صنعاء أو عدن، إلى جانب الاتحاد وشخصيات رياضية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة. تتولى هذه اللجنة وضع خطة عمل واضحة، تشمل إعداد الميزانيات، تنظيم الصرف، وتسوية العهد المالية بشكل دوري وشفاف، بما يضمن استمرارية الدعم وتفادي العراقيل الإدارية.
ما يقوم به الاتحاد حالياً هو عمل بطولي في ظل غياب الدعم المؤسسي، ويجب أن يكون دافعاً للوزارتين في صنعاء وعدن لتجاوز الخلافات، والالتفاف حول هدف وطني جامع: بناء منتخبات تمثل طموح وآمال شباب اليمن، وتعيد للرياضة اليمنية مكانتها المستحقة.
إن دعم المنتخبات الوطنية ليس ترفاً، بل ضرورة وطنية، وخطوة أولى نحو توحيد الصف الرياضي، وربما ما هو أبعد من ذلك. فهل نرى تحركاً جاداً يليق بحجم التحدي؟







اضف تعليقك على المقال