يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

حين يغتال اليمني هويته… موت الأمم يبدأ من الداخل

عادل الشجاع

 

الكاتب : عادل الشجاع 

الشعوب التي لا تعرف قيمة نفسها شعوب ميتة، تمشي على الأرض بأجسادٍ خاوية، بلا روحٍ ولا ذاكرة، وهذا هو حال كثيرٍ من اليمنيين اليوم، الذين فقدوا البوصلة الوطنية، وانشغلوا بتمجيد الغريب، وتحقير الذات، وكأنهم عجزوا عن إدراك أن الهوية الوطنية ليست وجهة نظر، ولا مزاجا سياسيا، ولا إذعانا لحكام دولٍ أخرى، بل هي قدر ومسؤولية وواجب أخلاقي لا يقبل التهاون فيه..

لقد غرق اليمنيون في ثقافة النفي حتى الثمالة:
كل طرفٍ يقصي الآخر باسم الوطنية، وكل جماعةٍ تزعم امتلاك الحقيقة، بينما ولاؤها موزع بين طهران والرياض وأبوظبي والدوحة وأنقرة، يتحدثون عن “الوطن” بألسنة تتلو بيانات الخارج، ويقسمون بالوطنية وهم يسلمون رقابهم لغير وطنهم!.

أي وعي هذا الذي يجعل اليمني يمجد ساسة غرباء، ويحتقر أخاه في الوطن؟ أي هوانٍ يجعلنا نرفع صور حكام أجانب، ونغض الطرف عن رموزنا الوطنية؟
إن من لا يرى في بلده مصدر فخر، سيبقى تابعا ذليلا يبحث عن هوية مستعارة من الآخرين!.

لقد تآكلت الهوية الجامعة تحت ضربات الولاءات الضيقة: طائفية، مناطقية، حزبية، حتى صرنا كجزر معزولة في بحرٍ من الدم والضياع، نقاتل بعضنا بشراسة من أجل أوام صنعت خارج الحدود، بينما ننسى أن الخاسر الوحيد هو اليمن..

إن الهوية الوطنية ليست شعارا نرفعه في المهرجانات، ولا ميدالية نعلقها في المناسبات، هي موقف، ووعي، وانتماء خالص لا يقبل القسمة ولا البيع،من يرفع راية دولة أخرى فوق راية وطنه، فقد أعلن موته الروحي، مهما لبس من ثياب الوطنية الزائفة.؟

ألم يكف ارتهاننا للخارج وتمجيدنا للغرباء؟ ألم يكف نفينا لأنفسنا؟ الوطن لا يبنى بالوصاية، ولا يصان بالتبعية، بل بالإيمان بقيمتنا نحن، وبإحياء الشعور الجمعي بأن اليمن يستحق أن نحيا له، لا أن نقتله بأيدينا..

اليمن ليس فندقا نغادره حين تسوء الخدمات، وليس مجرد مساحة على الخريطة، بل هو هوية وكرامةٌ ومصير مشترك، نحمله في قلوبنا أينما ذهبنا، مثلما حملنا على ظهره ومن يفرط في هويته، فقد حكم على نفسه بالعدم!.

اضف تعليقك على المقال