يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ثورة 26 سبتمبر… بين المجد والخذلان

د. جمال الحميري

 

الكاتب : د/ جمال الحميري

في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، أشرقت شمس الحرية على اليمن، لتكسر أغلال الإمامة والكهنوت، وتعلن ميلاد الجمهورية التي حلم بها الأحرار، وسقوا بدمائهم تراب الوطن ليكتبوا صفحة جديدة من تاريخ الكرامة. لم تكن الثورة حدثاً عابراً، بل كانت نقلة عظيمة أنقذت اليمن من الجهل والعزلة والفقر، وفتحت الأبواب أمام التعليم والمساواة والمواطنة.

لكننا اليوم، وبعد أكثر من ستة عقود، نجد أنفسنا أمام مشهد قاتم، حيث تحاول مليشيا الحوثي إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء. هذه الجماعة الكهنوتية التي سيطرت على العاصمة صنعاء تسعى لطمس مبادئ ثورة سبتمبر، وإحياء الإمامة بثوب جديد، مستخدمة سلاح القهر والتضليل لفرض وصايتها على اليمنيين.

إن ما يجري اليوم ليس مجرد انقلاب، بل محاولة خطيرة لاغتيال روح سبتمبر، ومحو ذاكرة الأحرار، وتحويل أحلام الجمهورية إلى كوابيس من الاستبداد. غير أن التاريخ علّمنا أن الشعوب لا تُهزم مهما طال ليل الطغيان، وأن دماء الشهداء التي أنارت سبتمبر ستظل شعلة متقدة في وجدان كل يمني حر.

سبتمبر لم يكن مجرد ثورة، بل كان وعداً بالحرية. واليوم، فإن مسؤوليتنا جميعاً أن نصون هذا الوعد، وأن نقف في وجه كل من يحاول إعادة وطننا إلى عصور الظلام. فسبتمبر باقٍ ما بقيت الجمهورية، والجمهورية باقية ما بقي في اليمنيين نفسٌ يرفض الاستعباد.

اضف تعليقك على المقال