يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

امبراطورية الذكاء الاصطناعي (1)

عمر الحار

 

الكاتب ؛ عمر الحار 

امبراطورية الذكاء الاصطناعي قادمة لامحالة ، فهي تحفر حضورها الرقمي كل يوم في حياة الشعوب والافراد والدولة ، وتتشكل على قواعد علمية راسخة البنيان . في عالم يضج بالمتغيرات السياسية و الطبيعية على حد سواء . وسط غياب ملاحم المشروع الامريكي الجديد لقيادة العالم عقب تخليها عن مفاهيم نظام الدولي الناظم لحركة العالم السياسية والعلمية والاقتصادية لعقدي التسعينات و العشرية الاولى من الالفية محمولا بروح فلسفية ناعمة عملت على اعادة واحياء النظم الانسانية والمدنية بنفسها الديمقرطي الجميل في حقبة مابعد الحرب الباردة ، و اهالة التراب على النظم الدكتاتورية والقمعية في غالبية دول العالم .، ايذانا بتدشين عهدٍ جديدٍ في حياتها وادارة الحكم فيها . مستبعدا فكرة قبول امريكا برفع يدها الطولى عن العالم ، لرسوخ فكرتها الفلسفية واللاهوتية في قيادته كحارسة لشريعة الله على الارض الممكن ملاحظة ابعادها في طابع التحولات التي تجريها بين الحين والاخر على مسارات انظمة الدول . دون اظهار تلك المفاهيم العميقة في تعاملها معهم الا من باب العلم بالضرورة بها .
وان بدى التراجع الامريكي عن طموحاتها في قيادة العالم واضحا ، لكن من الصعوبة بمكان القول بسهولة تخليها عن توجهاتها الاستراتيجية ،  الآخذة قوتها من بعدها الروحي الصرف بعض النظر عن قناعة دول العالم بذلك او رفضها الخفي له . 
والسؤال المنطقي الذي يدور في ذهني اذاً ماهي الخيارات او البدائل الممكن ان تنتهجها امريكا لمواصلة سيطرتها على العالم ؟ 
ربما لم اجد الإجابة الشافية والمقنعة عن السؤال الذي طرحته اعلاه ، مما اضطررت للجوء الى الاجابة الافتراضية عليه . لا حاطة امريكا تحولاتها اللافتة  بغموض شديد ، تاركةً الباب مؤاربا لكل الاجتهادات الممكنة خاصة المتعلق منها في البحث عن شكل امريكا ودورها بعد العصر الذهبي للنفط . بانكماش و تراجع اقتصادياته ، واقتراب افول بريق  استثماراته ، المرتبطة عادة بارتفاع كلفة الحضور المباشر في دوله . لتهتدي  عبقرية عقليتها السياسية المدعومة بالفلسفة والعلوم الى ابتكار البدئل المناسب والناعم لابقاء سطوتها على العالم ، باعلانها عن ملامح مشروع تحولاتها الرقمية ببريقه المغري للشعوب ، جاذبٍ لاموالٍ لا تعد ولا تحصى لها  عبر الفضاء  الافتراضي ، على مدار ثواني الساعة لاعقاربها .
ومن باب الاجتهاد اذاً ايعازها (  اي امريكا ) للعملاق بيل غيتس اطلاق البشائر بقدوم امبراطورية الذكاء الاصطناعي الذي يحمل في طياته مالايخطر على بال جن سيد سليمان عليه السلام . استجابة لتحقيق طموحاتها الرقمية بادارة العالم بصورة مباشرة من غرفة واحدة .

اضف تعليقك على المقال