الكاتب شعيب الأحمدي
ربما أنني نجحت في كل ما وكلت به، وإن كان مقدار النجاح نسبيًا، إلا التنمية البشرية والإرشاد فشلت في هذه المهمة المعضلة هذا المساء، دخل قبل نصف ساعة صديق جميل، سيعقد زواجه قريبًا إن شاء الله وسألني:
-كيف ترى الوضع في المستقبل؟.
دون أن أعلم مغزاه من السؤال ولا أنه يفهم الكثير من أفكاري، رديت عليه:
-ستصل البلاد إلى وضع نقول فيه سلام الله على أيام كان ينقطع الماء أسبوع ورجع يوم.
ضحك وأخبرني أنه مكتئب، ويحتاج إلى رفع المعنويات-تنمية بشرية بالمختصر-، رغم أنني أصارع الاكتئاب الحقيقي، قلت في نفسي: عليك أن تكون أحمد الشقيري أو ياسر الحزمي هذه الليلة، أنت حقها يا شعيب وقادر على رفع معنويات صديقك قبل أن ينهار.
صديقي ليس متدينًا كثيرًا ولا ناقمًا على الدين، هو مثلي مجتهد نوعا ما هههههه.
بدأت بفتح محاضرة قال: بطل لك منتش حق مطواعة!.
قلت لا بأس، لن أيأس، وبدأت تنميتي: "هذه الحياة بنت 66
طنشها وبتعيش،
لا تفكر كيف ستتقدم للكراشة،
الوضع لا يسمح بأن ترتكب جريمة إضافية،
خليها تحبل بربح،
اتسكع بالعمل بكل جهد، أبذل جهدك لأن تكون مشغولًا، لأن الفراغ قاتل".
بعد حوالي عشر دقائق من المناقشة والإنصات، رد عليَّ:"أنا إلا عيري بالخرط ههههه".
شعرت أنه يأخذ نفسًا عميقًا، وقال:"سأعقد قراني على فلانة يوم الأحد القادم أنت مدعو للحضور".
صُدمت من هذه الصراحة الوقحة، الجريحة والمفاجئة، أرسلت له مصلقًا محترمًا، وسكعته حظر هههههه.
معقول أنني لستُ أهلًا للتنمية البشرية! إلى الحدّ الذي يجعل الولد يقرر الزواج ويذهب بقلبه وجيبه إلى التهلكة؟
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
اضف تعليقك على المقال