يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ما مستقبل الحرب في اليمن في ظل المصالح السعودية الإماراتية؟

عادل الشجاع

 

الكاتب : عادل الشجاع* 

 أولًا: الواقع الراهن

رغم الحديث عن هدنة غير معلنة منذ 2022، فإن اليمن لا يزال:
 مقسمًا عسكريًا وسياسيًا إلى مناطق نفوذ متعددة، بلا دولة موحدة ولا مؤسسات مركزية فاعلة ويعيش أزمة إنسانية مستمرة، يعاني فيها الملايين من الفقر، النزوح، والجوع..

أين تقف مصالح التحالف اليوم؟

السعودية:
 باتت أكثر اهتمامًا بـ تأمين حدودها ومنع الحوثيين من استهداف عمقها وتسعى لتسوية مع الحوثيين تحفظ لها ماء الوجه، حتى لو على حساب “الشرعية”وقد أبرمت تفاهمات مباشرة مع الحوثيين بوساطة عمانية وإيرانية..

 تريد الخروج من الحرب، لكن بهدوء ومن دون خسائر مباشرة، حتى لو كان الثمن هو إبقاء الحوثيين كقوة مسيطرة في صنعاء..

الإمارات:
 لم تعد مهتمة بالشرعية أو وحدة اليمن وتسعى لتحقيق نفوذ استراتيجي طويل الأمد في الجنوب والسواحل والجزر وتدعم المجلس الانتقالي الجنوبي وتُبقي على قواتها ووكلائها (العمالقة، النخبة، إلخ) كأوراق ضغط..

 تنظر لليمن كساحة نفوذ، لا كدولة ذات سيادة، وتدير علاقتها باليمن كإدارة “مصالح استراتيجية” وليست شراكة مع دولة..

ثالثًا: النتيجة على الأرض
 لا أحد من الأطراف الخارجية يدفع بجدية نحو إنهاء الحرب على أسس وطنية ويتم تدوير السيطرة بين الحوثيين والمجلس الانتقالي، وتهميش المكونات اليمنية الكبرى ولا يوجد مشروع وطني جامع يُطرح بجدية وكل طرف يملك ميليشيات، مناطق نفوذ، وداعمين خارجيين..

مصالح اليمنيين غائبة 

التحالف (السعودي/الإماراتي) تجاهل مرارًا:
ضرورة بناء دولة يمنية قوية، لأنهم يخشون من استقلال القرار اليمني ويتجاهلون المصالح الاقتصادية للمواطنين، لم تكن هناك رؤية تنموية حقيقية ويتجاهلون الهوية الوطنية اليمنية، فقد دعمت الإمارات قوى انفصالية عمّقت الانقسامات..

ما المطلوب لتحقيق مستقبل أفضل؟

حتى لو كانت القوى الخارجية لها اليد العليا الآن، فإن المبادرة لا تزال ممكنة يمنّيًا عبر:
 بناء جبهة وطنية مستقلة من القوى الرافضة للتبعية، تجمع بين:
 القوى الجمهورية والحراك الجنوبي المعتدل والأحزاب السياسية، والنخب المدنية، تعمل هذه الجبهة على رفض مشاريع التقسيم بشكل واضح، وبناء مشروع وطني جامع يفرض نفسه على كل الأطراف وتضغط على التحالف والمجتمع الدولي عبر المجتمع المدني والإعلام والمنظمات، لتغيير قواعد اللعبة..

خلاصة القول:

مستقبل الحرب في اليمن لا يُرسم في صنعاء أو عدن، بل في أبوظبي والرياض وطهران وواشنطن ومادامت مصالح التحالف تقوم على إدارة النفوذ، لا على بناء الدولة، فإن السلام الحقيقي لن يأتي من الخارج، بل من الداخل اليمني، إذا وُجد مشروع وطني يتجاوز الانقسامات، لذلك أمام اليمنيين مسؤلية تاريخيّة لإنشاء هذه الجبهة الوطنية الواسعة والعابرة للأحزاب..

*من صفحة الكاتب بالفيسبوك 

اضف تعليقك على المقال