يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

التفكير الزائد - لص السعادة الخفي

أشرف محمدين

 

 الكاتب : أشرف محمدين

يومًا بعد يوم يتسارع إيقاع الحياة حولنا - حيث الأخبار لا تهدأ والمطالب لا تنتهي والقلق يُطلّ برأسه من كل زاوية أصبح التفكير الزائد واحدًا من أكثر الأوبئة النفسية انتشارًا.
هو ليس فقط عبئًا عقليًا، بل هو لصّ محترف يسرق منك ساعات من يومك وبهجة من قلبك، وراحة من عقلك.
فهل فكرنا يومًا كيف أن بعض أفكارنا هي مصدر تعبنا الحقيقي؟
وأننا حين نغرق في بحر التفاصيل لا نغرق بسبب عمقه بل لأننا لا نُجيد السباحة في اللحظة ذاتها.
ما هو التفكير الزائد؟
التفكير الزائد ليس ذكاءً، ولا فطنة.
إنه تكرار داخلي مرهق للأسئلة التي لا تنتهي
ماذا لو قلت كذا؟ لماذا لم يحدث كذا؟ ماذا لو فشلت؟ ماذا لو لم يحبني أحد؟ ماذا لو خسرت هذا الشخص أو ذاك القرار؟
اما الاصعب ان تسأل نفسك دايما ماذا سيقول الناس إذا فعلت هذا او قلت ذاك
إنه اجترار مستمر للماضي، وخوف مفرط من المستقبل، وقلق مزمن من الحاضر.
لماذا هو مؤلم إلى هذا الحد؟
لأن التفكير الزائد يمنعنا من رؤية الصورة الكاملة.
يجعلنا نُضخم كل تفصيلة، ونفترض الأسوأ دومًا.
يغلق أبواب الراحة، ويُشعل النيران في مشاعرنا من الداخل.
يُفقدنا التركيز، ويُرهق علاقاتنا، ويُبعدنا عن الاستمتاع بما بين أيدينا.
فتجد إنسانًا ناجحًا، محبوبًا، لكنه لا يبتسم لأنه سجين عقله.
وتجد قلبًا مليئًا بالحب لكنه عاجز عن التعبير، لأنه خائف من أن يُفهم خطأ.
لماذا نفكر بهذا الشكل المفرط؟
    لأننا نُحب السيطرة
نُريد أن نفهم كل شيء، ونُخطط لكل شيء، ونُؤمّن كل الطرق، وهذا مستحيل.
    لأننا نخاف الخسارة
نخاف أن نتأذى، أن نُرفض، أن نُخذل فنُفكر كثيرًا في محاولة للوقاية.
    لأننا نُربّى أحيانًا على جلد الذات
نراجع أنفسنا بشكل مُرهق، ونشكك في قراراتنا ومشاعرنا.
كيف نحرّر عقولنا؟
    عِش اللحظة بصدق
لا الماضي سيتغير، ولا المستقبل في يدك الآن كل ما تملكه هو “الآن”.
    مارس عادة التفريغ
سواء بالكتابة، أو الحديث مع شخص تثق به لا تجعل كل شيء حبيسًا بداخلك.
    توقف عن البحث عن الكمال
الناس يُخطئون، وأنت كذلك وهذا لا يُقلل من قيمتك بل يجعلك إنسانًا طبيعيًا.
    لا تُفسر كل تصرف
أحيانًا ما يفعله الناس لا علاقة له بك، بل بهم هم… فلا تُحمّل نفسك كل شيء.
الحياة ليست معركة
كلنا نُخطئ، وكلنا نندم، وكلنا نخاف لكن هناك من يختار أن ينهض ويبتسم، وهناك من يظل يُحاسب نفسه على كل خطوة.
التفكير الزائد لن يمنع الألم، لكنه سيمنعك من الفرح.
لن يُغير النتيجة، لكنه سيجعلك تعاني قبل أن تعرفها.
لن يُجيد التفسير، بل سيملأك بالظنون والتخمينات.
الأمل في التوازن
أنت تستحق حياة أكثر هدوءًا وعقلًا أكثر صفاءً، ونومًا دون أفكار تُطاردك.
استبدل التفكير المفرط بالتفاؤل واستبدل التحليل المستمر بالثقة بالله.
ليس عليك أن تفهم كل شيء - فقط عش وابتسم وامضِ بثقة.
في النهاية  - هون على نفسك
التفكير الزائد كالماء - إما أن يروي عطشك حين تعرف كيف تستخدمه،
وإما أن يُغرقك حين تتركه دون ضفاف.
فكّر - لكن لا تُبالغ.
حلّل - لكن لا تستهلك ذاتك
واختر لنفسك راحة تستحقها لأنك تستحق أن تعيش لا أن تُفكر فقط

اضف تعليقك على المقال