الكاتب : عمر الحار
تحتفل مصر الشقيقة اليوم بالذكرى الثالثة والسبعين لثورتها العربية المجيدة . أم الثورات العربية . مكرسة تاريخها القومي العظيم في قلوب العرب جميعا ، بعض النظر عن حجم الرفض الراديكالي لها الناجم عن الوعي المغلوط باهدافها ، مخلفة حالة من الانشقاق الخطير في حياة العرب المفضلين طواعية للاحتراب ، و الانقسام الى معسكرين يمتلك كلا منهم قوة من الاعداء الافتراضي للاخر ، مما فاقم من تعميق الخلافات العربية المرعية والمحروسة من الخارج بمسار من البناء الايدلوجي الممنهج . دونما حساب لتأثيراتها الفكرية على وحدة الصف العربي ، مساهمة في عمليتي اضعافه ، وتسهيل هزيمة العرب في معركة التحولات الكبرى للامة ، و صراعها الميثولوجي مع الكيان الاسرائيلي ، الذي حقق قصب السبق عليهم ، في جولات متعددة من الصراع يصعب نسيانها ، لكنها حقيقة ماثلة للاعيان ، غير قادرين على تجاوزها في ظل انهيارنا الاخير امام طوفانها المستجد في معركة الوجود والسيادة ، وسقوطنا المدوي من التاريخ ، قابلين الركوب في اخر مقطوراته الدولية المعاصرة التي حولت العالم الى قرية رقمية صغيرة ، استعدادا لادارتها من غرفة دولية واحد عما قريب .
ومن غير المناسب فتح الحساب مع الثورة العربية بعد مضي عمرٍ طويلٍ على تحقيق مكاسبها الوطنية التي لايمكن الاستهانة باهميتها لدول العرب الثورية على كل صعيد ، رغم تخليها في لحظة خاطفة عن الثورة و الانقضاض بعنف ثوري عليها ، يمكن ايعازه لظاهرة ابتعاد الوعي الثوري عن قيادة الانظمة العربية التي جرى تسليمها بليل لقيادات قمعية عملت على عزل المواطن عن الثورة ، وتحويلها الى اداة من ادوات العذاب الممنهج له ، خدمة لمخطط اهداف هزيمتها في عقر دارها ، والقضاء المبرم عليها ، حماية لكيان الاستيطان في قلب العالم العربي .
تحية اجلال لثورة مصر العرب . وان غاب بريق سطوعها .
اضف تعليقك على المقال