يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

علي البخيتي.. الحوثي المتلون الذي لم يغادر الحوثية

مصطفى المخلافي

 

الكاتب : مصطفى المخلافي 

في كل مرحلة مفصلية من مراحل صراع الجمهورية مع الإمامة الحوثية، لا بد أن يطل برأسه علي البخيتي، هذا الكائن المتلون، الصوت المرتجف الذي يشبه إلى حد كبير المرايا المعطوبة، تعكس كل ما أمامها لكنها لا تملك ذاتاً صلبة.

يقول البخيتي إنه غادر الجماعة الحوثية، لكنه لم يخدع أحداً سوى نفسه، فالحوثية خرجت من شكله، لكنها بقيت في طباعه ودمه، وفي نهجه الإقصائي الملتوي الهدام، ترك زي الجماعة ليظهر بربطة عنق، لكنه لم يترك دور الذراع الإعلامي المدسوس، الذي يطعن خاصرة الجمهورية عند كل نهوض.

إنه ظاهرة صوتية لا أكثر، يعيش على الضجيج ويقتات على الشوشرة، يركض خلف المصلحة كما يركض الضباع خلف الجيف، لا يبحث عن الحق ولا ينتصر لفكرة، بل يتقافز بين المواقف كما يتقافز الانتهازيون في لحظات التمزق الوطني، لا لشيء سوى ليظهر ظهور المرجفين.

فمن عبد الملك الحوثي إلى خامنئي، ومن عمَان إلى بيروت، ومن قومجي إلى ليبرالي مزعوم، ومن زوايا الحسينيات إلى نوادي الليل، هذا هو البخيتي الذي يتنقل بين الواجهات كالمتسول السياسي، لا مبدأ له، ولا وقفة، ولا موقف ثابت سوى خدمة مصلحة ذاته وخدمة المشروع الحوثي من حيث يدعي الخصومة.

يتوهم أنه يعارض الحوثيين، لكنه لا يفتح فمه إلا إذا أراد أن يشوه صورة قائد جمهوري، أو أن يهاجم جبهة تقاتل السلالة، أو أن يطعن في مشروع وطني خرج من رحم المعاناة، وعندما ترتفع حرارة الميدان ويضيق الخناق على جماعته الأم، يتجهز علي البخيتي بهجوم مركز، يعرف تماماً على من يصبه، ومتى يصبه، ولمن يخدمه.

هو ليس سوى أداة لا تحتاج حتى إلى الشحن، تُدار عن بُعد، تُستخدم في التوقيت المناسب، وتُركن عند الانتهاء منها، لكنه يُخيل إليه أنه مؤثر، أنه رمز في زمن سقطت فيه الرموز الزائفة، لكنه في النهاية صوت بلا صدى، وظل بلا أصل، وواجهة بلا جوهر.

كم مرة انقلب على من تحالف معهم؟ كم مرة لعق الشتائم التي قالها؟ كم مرة غير لغته ولهجته وموقفه، فقط ليلحق بموجة سادته، إنه نموذج فاضح لـ سياسي الطحالب، يعيش في المستنقعات، ويتغذى على التعفن، ويظهر فقط حين تغيب الرؤية عن العقلاء.

ولو كنا كلما عوى هذا الكلب السياسي رميناه بحجر، لتحول الصخر في أوطاننا إلى عملة نادرة أغلى من الذهب.

لكن الحقيقة أن من يعرف البخيتي جيداً لا يأخذه على محمل الجد، فصوته مهما ارتفع، لا يُحدث فرقاً، وحججه مهما تصنعت لا تقنع طفلاً، ومن ينقلب على الجميع، لا يمكن أن يقف في صف أي قضية.

البخيتي ليس ضد الحوثية، هو جزء منها، وإن نزع عمامته، ليس ضد السلالة، هو أحد أدواتها، حتى وإن ارتدى قميص التنوير، وكل من يتابع تغريداته يعرف أنه بوصلة زائفة، تتجه حيث تميل ميليشيا الحوثي، ولو لبست ثوب النقد والمعارضة.

ختاماً:

لن يُخدع اليمنيين بهذا المتلون، ولن يتوقف رجال الجمهورية ليردوا على نباحه، فهناك معركة أكبر وأطهر، وأعمق من أن تُعكرها أصوات الطفيليين.

اضف تعليقك على المقال