يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

البعد الاخر للضربات !

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار

لقد ظلت ايران الاسلامية محاصرة بالعداوة منذ انطلاق ثورتها على يد مؤسسها الامام الخميني ، على حجم الشكوك التي تطال خلفية هذه الثورة الوليدة ، واتهامها الصريح بتعميق خلافات المسلمين ، وزيادة ضعفهم بالحروب المذهبية الموجهة . علاوة على قضائها المبرم على النهضة الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي كانت تعيشها في العقود الاخيرة من حكم الشاه . رغم تركيزها على بناء قدراتها العسكرية و النووية والمبالغ في وصفها . وان جاء على حساب افقار شعبها الذي امتاز باكبر الدخولات المالية في العهد الملكي السابق مما يشير الى عدم رضا الشعب عن سياسة الثورة المقوضة لحرياته المفعمة ببذخ الحياة والرفاهية المطلقة . شانها شان كل الثورات العربية المصابة بالعدواة مع شعوبها مخلفة حالة من الانفصام الحاد معها مما يفسر تركها فريسة سهلة للمتغيرات الدولية الطارئة عليها .
ولم تستطع ايران ان تقدم انموذج ثوريا  قابل للتأثير والانتقال الى محيطها العربي والاسلامي ، باستثناء عملية التوظيف الدولي لها في تأجيج صراعات المنطقة خدمة لاسرائيل التي وجهت اعنف موجات من الضربات الجوية فجر الجمعة لايران مستهدفة قدراتها العسكرية و النووية ، وسط عجز منظومة الردع الايراني عليها ، تاركة باب التساؤلات على مصراعيه عن اسبابها ، واسباب شلل قدراتها الدفاعية الى هذا الحد .
وعادة ماتكون مثل هذه المواقع الحساسة محمية بنظم دفاعية اشد حساسية و متقدمة ولديها القدرة الذاتية لتعامل مع الهجمات المتوقعة عليها من امريكا او اسرائيل في اية لحظة . مما يؤكد اختراق اسرائيل المسبق للنظام العسكري الايراني بدليل نجاح الضربات في قطاف رؤوس كبار قياداته العسكرية و العلمية ، مستبعدا اعتماد اسرائيل على عنصر المفاجئة في تنفيذ ضرباتها الدقيقة من ناحيتي التوقيت و انشغال ايران بالمفاوضات المباشرة مع امريكا .
وعلى مايبدو بان الضربات تمثل مرحلة متقدمة من مسيرة تخلص العالم من الثورة الايرانية ، عقب النجاح في قطع اذرعها العسكرية القوية في كلٍ من لبنان وسوريا ، ايذانا بانتهاء عمرها الافتراضي على طريقة التخلص من الانظمة الثورية العربية ، وتهيئة دول المنطقة برمتها لمتغيرات دولية جديدة لم تزل اهدافها في طي الكتمان .

اضف تعليقك على المقال