الكاتب : أشرف محمدين 

في لحظة من لحظات الحياة، نقف عند مفترق طرق، نسأل أنفسنا: من سيكون الرفيق؟ من سيقاسمنا العمر؟
وفي غمرة العاطفة، قد تغلبنا مشاعرنا… فنُعطي القلب زمام القرار وحده، ونُخرس صوت العقل الذي يُنبهنا بخجل.

لكن الحقيقة التي يتعلمها البعض بعد فوات الأوان هي أن الحب وحده بلا حنان لا يكفي.

نعم، لا يكفي أن تحب شخصًا حتى الجنون إذا كان قاسيًا…
فالقسوة لا تُبررها مشاعر، ولا تُلطفها الذكريات.
القلب القاسي لا يعرف كيف يُربّت على ضعفك، ولا كيف يحتوي لحظة انكسارك.
القلب القاسي يُرهقك، يستهلكك، ويجعلك تشك في نفسك، لا فيه.

فلا تختر من يُحسن الحديث فقط… بل من يُحسن الفِعل، من يداوي لا يُوجِع، من يربّت لا يُوبّخ.

⸻

اختر الحنون…

اختر من إذا تكلم، طمأنك، وإذا حضر، هدأك.
من يجعل الحياة برفقه أخف، والصعاب أهون، والمخاوف أقل.
الحنان ليس ضعفًا، بل هو أعلى درجات القوة الإنسانية… أن تملك القدرة على أن ترحم ، ثم تختار أن تُحب، أن تغفر، أن تحتوي.ان تهديء من توتر من تحب و لو بحضن

الحياة لا تحتمل قسوة الشريك، لأن العالم الخارجي فيه ما يكفي من ضغوط وغلظة.
فلماذا تجعل بيتك ساحة معركة؟ ولماذا تجعل قلبك مسرحًا للألم بدلًا من أن يكون ملاذًا للسكينة؟

⸻

الاحتواء… الونس… والرحمة…

ليست كماليات كما يظن البعض، بل هي أساس البناء.
فالبيوت تُبنى بالطوب، وتُعمّر بالود.
والعلاقات لا تعيش بطولها… بل بعمقها.

من يحنو عليك في تعبك، من يفهم صمتك، من يشعر بك دون شرح… هو الثروة الحقيقية.
من لا يرى دموعك ضعفًا، بل بشريتك.
من يسأل عنك حين تغيب، لا حين يحتاجك فقط.

⸻

أمان المشاعر…

الأمان العاطفي لا يأتي من كلمات حب تُقال حين تسعد، بل من تصرفات حقيقية وقت ضيقك.
من يطمئن قلبك، لا يُقلقه.
من يحترمك، لا يُهددك بالرحيل عند كل خلاف.
من يُصلح، لا يُكسر.

العقل لا يُناقض القلب… بل يُرشده.
فدع قلبك يحب، لكن دعه يحب من يستحق.

⸻

وفي الختام…

لا تُراهن على الحب الأعمى، بل على الحنان الصادق.
اختر من يكون لك وطنًا لا سجنًا، وسندًا لا عبئًا.
من لا يطلبك كاملاً وأنت مثالي، بل يحبك رغم نواقصك.
فالحب الحقيقي لا يُوجع، لا يُذل، لا يُطفئك…
بل يشعلك نورًا، ويجعلك أفضل، ويمنحك طمأنينة لا تُشترى.

لذلك… حين تختار شريك عمرك، تذكّر:
أن الحنان يدوم، والقسوة تُنسى، لكن أثرها لا يُمحى.
فاختر من إذا ضمّك، شعرت أن العالم كله صار أهون.
اختر الحنون… فالحنان هو الحياة.