يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ليلة العيد القرية

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار 

لم يتغير الحنين الجارف لقريتي التي تغير كل شيئا فيها ، ولم يتبق  شئٍ  من اسمها الخضراء الذي كان يدل عليها اسما و مسمى ، باستثناء معالم بيتوتها الطينية  التي تزهو في العلو بسمو نفوس مؤسسيها من الاهل ، و الاجداد بطريقة تحكي حجم هيامهم بها و بجمال مزارعها ، و غابات النخيل ، المنقرضة والباقية بعض من شواهد باسقاتها اليابسات الساق والقلب والاوراق ، لكنها متشبة بالجذور بالارض حبا لها . بعد ان جفت ينابيع مياهها الرقراقة في السواقي لمئات السنين .

كان اشتياقي لقريتي الغالية فوق العادة ، شديداً شديدا ويفوق قدرتي على وصفهِ وبفارق كبير وملحوظ عن تلهفي لزياراتها في كل المناسبات العامة والخاصة . ربما لانها جاءت  بعد خروجي بحفظ الله من وطأة الازمة الصحية التي عصفت بحياتي لاكثر من شهر ، و غيرت كثيرا من انعم وطبيعة عمل  اجهزتها الربانية العظيمة التي لم اشك باس فيها طوال السنوات الماضية من العمر ، و لاقدرة لي على شكر ربي على دوام عملها بانتظام لما يقارب خمسة عقود خلت ، مستوجبة الذكر والشكر له في كل ساعة و حين .

وما شجعني على الكتابة عن قريتي ليلة العيد ، هو تمسكها الاصيل  بالاحتفاء بهذه الشعرية العظيمة ، الصادحة التكبيرات الخاصة بها من مكبرات الصوت في مسجدها العامر بشواهد الايمان المتجدد في كل جيل على حجم انقراض مراجع القرية و عقالها ، و جمال امتزاج تناغم اصوات التكبيرات مع اصوات اللالعاب النارية للاطفال المظهرة فرحتهم الكبيرة بالمناسبة ، مما يعطيها طابعها الجميل .

اضف تعليقك على المقال