يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

وقفة عرفات… حين تقترب الأرواح من باب السماء

أشرف محمدين

الكاتب : أشرف محمدين 

في كل عام، يأتي يومٌ ليس كباقي الأيام…
يومٌ تهمس فيه الأرواح قبل الألسنة: “لبيك اللهم لبيك”.
يوم تقف فيه القلوب على عرفات، حتى وإن لم تقف الأجساد…
فتُساق الأرواح إلى ساحة المحبة، وتذوب في بحر الرجاء، وتُغسل بالدموع الصادقة على عتبة الرحمن.

وقفة عرفات… ليست وقفة أجساد فقط، بل هي وقفة قلوب تعبت من الدنيا، واشتاقت لصاحب الباب، لمن لا يُغلق بابه أبدًا، حتى وإن أتينا متأخرين مثقلين بالذنوب والخذلان.

في عرفات، لا مكان للمظاهر، ولا قيمة للألقاب…
الكل سواء… بلباس أبيض كقلوب التائبين، وبدموع لا يشهدها إلا الغفور الودود.
في عرفات، يُولد الإنسان من جديد، يُبعث كأنما لم يُذنب قط…
كيف لا، والله ينادي ملائكته: “انظروا إلى عبادي، أتوني شُعثًا غُبرًا، أشهدكم أني قد غفرت لهم.”
في هذا اليوم… نحب الله أكثر

نحبه لا طمعًا في جنة، ولا خوفًا من نار…
نحبه لأنه الله. لأنه لطيف، حليم، جميل، كريم.
نحبه لأنه في كل مرة عدنا إليه، لم يعاتبنا… بل احتوانا.
لأنه حين نُخطئ، يترك باب الرحمة مفتوحًا حتى إشعار آخر.
لأنه يربّت على أرواحنا حين يخيب بنا البشر، ويُعطينا فوق ما نحلم إن صدقنا معه.

في وقفة عرفات… نذوب في العفو

ننسى من ظلمنا، ونغفر لمن أساء، ونُسقط الأثقال عن قلوبنا…
لأننا لا نُريد أن نحمل في طريقنا إلى الله شيئًا يُثقل خطواتنا.
نُسامح، لا لأنهم يستحقون، بل لأننا نحن نستحق السلام…
نُحب، لا لأنهم لم يُخطئوا، بل لأن المحبة تُطهّر الطريق.

يا من وقفت على عرفات بقلبك… ابكِ

ابكِ إن تذكرت كم خذلت الله ولم يخذلك،
ابكِ إن أحسست أن قلبك عاد إليه بعد طول غياب،
ابكِ لأن في البكاء بين يديه… طُهر لا يُشبهه طُهر.

⛰️ يا عرفات… يا محطة العائدين

فيك تقف الدعوات، وتُرفع الأكف، ويضجّ الكون بنداءات الرحمة.
فيك تُكتب بداية، وتمحى سنوات التيه.
وفيك يقول العبد الصادق:
“يا رب، ما لي سواك… فخذني إليك، خذ قلبي، خذ ضعفي، خذ كل ما بي… واملأني بك.”

وأخيرًا…

من لم يقف على عرفات جسدًا، فليقف بقلبه.
ومن لم يرفع صوته بالتلبية، فليرفع روحه بالشوق.
ومن لم تطأ قدماه أرض النور، فلتسجد روحه في محراب الحب الإلهي…

فالله لا يحتاج لمسافات، ولا لرحلات…
الله ينتظر فقط قلبًا يشتاق، ونية تخلص، ودمعة تفرّ من زحمة الذنوب نحو حضن الغفران.

كل وقفة عرفات وأنت أقرب، أنقى، وأحبّ لله

اضف تعليقك على المقال