الكاتب : أحمد ناصر مهدي
في عالم الرياضة، لا يُقاس النجاح بمن يتولى قيادة المنتخب، وإنما بوجود استراتيجية دقيقة ومدروسة تُهيّئ الظروف المناسبة للإعداد الأمثل. فالمدرب، مهما كانت قدراته، لن يتمكن من تحقيق الإنجاز إذا لم يجد بيئة داعمة مهيأة لتحقيق أهدافه.
يمتلك مدربونا الوطنيون الإمكانيات اللازمة لتقديم صورة مشرفة للمنتخبات، ولكن نجاحهم يعتمد على وجود بيئة رياضية متناسقة.
البيئة المناسبة تحتاج إلى إدارة واعية تفرق بين الفئات المختلفة للاعبين و احتياجات كل فئة ، وتتعامل بأسلوب متزن مع كل منهم بما يناسب احتياجاتهم، بعيدًا عن الأسماء التي تفتقر إلى هذه الرؤية أو المهارات التي يمكن وصفها بالهامة.
اختيار الكابتن أمين السنيني لقيادة المنتخب الأولمبي والكابتن محمد النفيعي للشباب يُعد خطوة إيجابية وصحيحة، نظرًا لخبرتهما الطويلة ومعرفتهما العميقة باللاعبين. ولضمان تحقيق النتائج المرجوة، ينبغي أن يتم منحهما حرية اختيار الجهاز الفني المعاون، أو على الأقل إشراكهما في المناقشات المتعلقة بالجهاز لضمان الانسجام وتحقيق أقصى استفادة.
لا تقتصر التحديات على الجانب الفني فحسب، بل تمتد إلى الوضع المالي المتأزم لاتحاد الكرة، والذي يعكس تراكمات الماضي. تحسين هذه الأوضاع ليس بالأمر السهل أو السريع، خاصة في ظل الظروف التي كشفت الدور الكبير الذي قام به الشيخ أحمد العيسي في دعم كرة القدم.. تضحياته التي كانت واضحة، رغم إنكار البعض لها جحودًا أو اجحافًا.
ويبقى السؤال المحوري: أين موقع الدولة من دعم الرياضة؟ الدول اليوم تدرك أهمية الرياضة ، وقد أدى ذلك إلى تحقيق قفزات نوعية في الأداء الرياضي إقليميًا وعالميًا. أما غياب هذا الدعم الحكومي في اليمن، فإنه يجعل مهمة المنتخبات الوطنية في مجاراة التطور الآسيوي والعالمي شبه مستحيلة.
في الختام، النجاح لن يتحقق بالأمنيات أو الحماس فقط، بل يتطلب رؤية واضحة، واستراتيجية قوية، وبيئة مناسبة لتحقيق الأهداف. كما أن إصلاح ما أفسدته سنوات من التجاذبات داخل البيت الرياضي الكروي ، يحتاج إلى وقت وصبر وإرادة حقيقية للتغيير. المستقبل الرياضي في اليمن مرهون بتحقيق هذه المتطلبات، فهل نرى الأمل يتحقق؟
الإجابة رهن الأيام القادمة.
اضف تعليقك على المقال