الكاتب : عمر الحار
ترتفع عقيرة المخاوف على حضرموت كل يوم ، بدخول الصراع فيها لمرحلة جديدة من التعقيد ، يفقدها القدرة على الصمود وسط الجهل بتفاقمها بغتة عقب الاعلان عن مكونٍ سياسيٍ جديد بهوية وخلفية عقدية مخيفة ومرعبة .
و تدار جميع المكونات على عمق خلافاتها الجوهرية من غرفة دولية واحدة ، بعد توفيقها في اختيار ادواتها المحلية و الإقليمية المناسبة . طمعا في اطالة الازمة اليمنية برمتها ، على طريق انضاج شروط متغيرها الاكبر الذي لم يزل عالق بعقل امريكا لا برحم الغيب ، تكريسا لما اسلفت الاشارة اليه في مقالات ومواضيع شتى .
و خلف اعلان حزب التغيير و التحرير
حالة من الانزعاج لبعض من المكونات المتواترة في خروجها من رحم دولية واحدة . بهدف خلط الاوراق لا رغبة في ايجاد متنفس محلي جديد لازمة حضرموت ، ان لم تكن محاولة خفية و جادة لدفع باوضاع المحافظة الغنية بالثروات ، نحو جدلية الخيارات المتداولة والمناسبة لاشعال فتيل حروب حضرموت الداخلية . ولو باثر رجعي لصراعاتها السلطانية القديمة والاشتراكية المستوطنة عقلية الرفاق الجدد ، في ظل غياب وعي جميع الاطراف بتاريخها القديم و الحديث ، والعجز عن استيعاب خطورة توظيفها في المرحلة على حضرموت ، وعلى غيرها من المحافظات الجنوبية بالذات ، بعد رفضها وعدم قبولها
بالمطلق لتجربة الحكم الشمولي ، والوحدوي ، وامتداد حالة الرفض لماقبلهم من النظم . لدرجة تستدعي حالة الاستدراك لحجم التناقضات الداخلية الضاربة الجذور في تاريخ حضرموت و غيرها من محافظات الجنوبية ، الغائبة عن اشكال الدولة ، والاستغناء عنها بكنتونات صغيرة متقاطعة التراكيب و النظم ، على العكس تماما من نظم الحكم في المحافظات الشمالية القائمة على كيانات دول اسلامية متوالية راسخة الجذور والاركان في بنيانها الحضاري رغم انهيار دولة الخلافة المركزية في بغداد ، عدى خلافات العهد الجمهوري بسماته الثورية و القومية في العصر الحديث .
اضف تعليقك على المقال