يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الخير لا ينسى.. والوفاء لا يموت.!

عبدالسلام الدباء

 

الكاتب : عبد السلام الدباء*

في زمن تزداد فيه قسوة القلوب وتعلو فيه أصوات الأنانية، يبقى فِعل الخير هو الأجمل والأبقى والأكثر قيمة، فمن يُقدِّم الخير لا يخسر شيئًا أبداً، بل يربح احترام نفسه، وراحة قلبه، ودعاء صادقاً في ظهر الغيب.. تمامًا كشمعة تُشعل أخرى، فتمنحها النور دون أن ينقص من ضيائها شيء، بل يزيدها جمالًا وأثراً.

أن تُسعد إنساناً محبطا، او أن تُعطي أملاً ليائس، وأن تُربّت على كتف متعب بكلمة طيبة، هذه ليست أمورا بسيطة كما يظن البعض، بل هي مواقف تصنع الفارق في حياة الآخرين، وقد لا تدرك في لحظتها ما تصنعه كلمتك أو تصرفك، لكن صدقني.. هناك من سيتذكرك ما دام حيا، لأنك كنت له النور في عتمته.

في المقابل، لا بد أن ندرك أن ليس كل الناس سواء.. فهناك من لا يفهمك، وهذا يمكن أن تُقنعه بالحوار والود، وهناك من لا يريد أن يفهمك، وهذا عليك أن تنأى بنفسك عنه، فالنقاش مع هذا النوع يرهق الروح ويُضيّع الوقت.. وهنا تظهر الحكمة في التفريق بين من يستحق أن تفتح له قلبك، ومن يستحق أن تُغلق أمامه باب الحديث.

حياتنا قصيرة جداً.. أقصر مما نتخيل، وهي لا تستحق أن نملأها بالحقد أو الحسد أو الكره، فلا شيء يستحق أن يُكدّر صفو قلوبنا أو يُطفئ نور أرواحنا.. فغداً سنكون مجرد ذكرى في حياة الآخرين، وعلينا أن نحرص أن تكون تلك الذكرى بيضاء، ناصعة، ومليئة بالمحبة.

ليكن قلبك أبيضاً ونيتك صافية، ولسانك لا ينطق إلا خيرا.. كن كالغيمة التي تمر على الأرض فتُسقيها دون مقابل، وتُبهج كل من يراها، وتترك أثراً لا يُنسى.. فالقيمة الحقيقية للإنسان لا تُقاس بعدد سنواته، بل بما يزرعه من خير في قلوب الناس.

إن الخير لا يُنسى… والوفاء لا يموت… والقلوب الطيبة، حتى وإن غابت، تبقى حاضرة في كل دعوة صادقة، وفي كل ابتسامة سببناها ذات يوم دون أن ندري كم كانت تعني للآخرين.

---
* مستشار وزارة الشباب والرياضة

اضف تعليقك على المقال