يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

من “كتبتُ لكِ شعرًا” إلى “بطّل محن”… رحلة الحب عبر الأجيال

أشرف محمدين

 

الكاتب : أشرف محمدين 

الحب… ذلك الشعور المقدس الذي ألهم الشعراء، وأبكى العشاق، وملأ الأغاني بالكلمات الرقيقة. لكن يبدو أن الحب نفسه يعاني من تغيرات الزمن، فقد تحوّل من رسائل طويلة تُكتب على الورق إلى “Seen” بدمٍ بارد، ومن قصائد نزار قباني إلى “بطّل تلزيق يا عم”!

جيل الأبيض والأسود… زمن الرومانسية الصافية

قديماً، كان الحب يحتاج إلى مجهود جبار، فالشاب يظل يجمع شجاعته شهورًا ليقول كلمة واحدة: “أحبكِ”، وربما بعدها يغمى عليه من فرط التوتر! وكانت الرسائل الورقية المكتوبة بحبر العشق تنتقل عبر “الساعي”، وتصل بعد أسبوعين، ومع ذلك كانت تستحق الانتظار.

إذا أراد الحبيب أن يعبر عن مشاعره، كان يقف تحت شرفة محبوبته بالساعات على أمل أن تزيح الستارة قليلًا، وإن فعلت، فهذا يعادل الآن مليون “قلب أحمر” في الواتساب!

جيل الثمانينات والتسعينات… “كلمني شكراً” والرومانسية العملية

مع ظهور التليفونات الأرضية، أصبح التعبير عن الحب أسهل، لكن كان يجب أن تتعامل مع “الرقيب الأعلى”، ألا وهو والد الحبيبة. مكالمة واحدة قد تتحول إلى استجواب أمني، يبدأ بـ”مين معايا؟” ولا ينتهي إلا بعد تقديم شهادة ميلاد وإثبات قيد عاطفي!

وفي أوائل الألفية، ظهر الـ”ميسد كول”، وأصبح رمزًا للحب، فإذا وجدتَ حبيبتك تتصل ثم تغلق الخط قبل أن يرن، فاعلم أنها تقول لك “وحشتني”، وإن لم تجد منها “ميسد”، فاعلم أن الكارثة قادمة!

الجيل الحالي… الحب تحت رحمة الإنترنت

وهنا نصل إلى الجيل الذي قرر إلغاء كل أشكال التعبير الرومانسي واستبداله بـ”إيموجي”! فبدلاً من أن يقول الشاب لحبيبته “أنتِ أجمل ما في الكون”، يرسل لها “❤️🔥” وكأنه يشعل النار في العلاقة!

أما الفتيات، فأصبحن يختبرن حب الشاب بطرق عبقرية، مثل:
    •    إذا لم يضع “❤️” على كل صورة لها… إذًا هو لا يحبها!
    •    إذا لم يكتب بوست في عيد ميلادها… فهو يخونها!
    •    إذا لم يكن “آخر ظهور” له مطابقًا لآخر محادثة بينهما… فهناك امرأة أخرى في حياته!

أما الكارثة الكبرى، فهي أن التعبير عن المشاعر الجميلة أصبح يُسمى “تلزيق” و”محن”، فإذا قال الزوج لزوجته “بحبك”، يكون الرد: “إيه يا عم، بتلذق ليه؟ ناقص تقوللي حياتي ودنيتي كمان!”

هل انتهى زمن الحب؟

الحقيقة أن الحب لم ينتهِ، لكنه أصبح ضحية التطور التكنولوجي، فبدلاً من الرسائل العميقة، لدينا “تيك توك”، وبدلاً من الأشعار، لدينا “ميمز”، وبدلاً من الانتظار تحت الشرفة، لدينا “أونلاين وآخر ظهور”!

لكن لا بأس، الحب سيبقى دائمًا موجودًا، حتى لو كان على شكل “ريأكت قلب” بدلاً من قصيدة! المهم ألا ننسى أن التعبير عن المشاعر ليس جريمة، بل هو ما يبقي العلاقات حية… حتى وإن كنت تسمعه في شكل “بطّل محن”!

والآن، أيها العاشقون، هل تجرؤون على قول “بحبك” دون خوف من أن تُتهموا بالتلزيق؟

اضف تعليقك على المقال