الكاتب : أشرف محمدين
في بلادنا الجميلة، اللي فيها الشمس بتشرق والورد بيتفتح… بيظهر كائن غريب مع صوت المنبّه، كائن ما بين الإنسان والدب القطبي، اسمه العلمي: Homo Nakkadis Saba7ius
وترجمته من اللاتينية: “اللي بيصحى زعلان ومش عارف ليه”.
كائنات النكد الصباحية مش محتاجة سبب، النكد بالنسبة ليهم مش حالة… ده ستايل حياة. أول ما يفتحوا عينيهم، الدنيا بتتغير: العصافير تسكت، القهوة تفقد طعمها، والحي السكني كله يتحوّل لبرنامج “صرخة روح”.
شكلهم؟
وشوش مكشرّة كأنهم شافوا كشف الحساب البنكي، بيجرّوا في البيت كأنهم في سباق زعل، وكل واحد شايل همّ مش بتاعه… ولا بتاع حد أصلًا.
ردود أفعالهم الصباحية:
– تقولهم “صباح الفل”، يردوا:
“فل إيه؟ أنا مش لاقي سُكر للنسكافيه!”
– تحاول تخفف:
“الدنيا حلوة أهوه، الجو جميل”،
يردوا: “جميل إزاي؟ ده في تراب على العربية!”
– تقولهم “تحب أفطرّك؟”
“يعني هو فطارك هيحلّ المشاكل؟!”
يعني ببساطة: إنت غلطان مهما عملت.
دول بيتعاملوا مع السعادة على إنها بدعة حديثة يجب محاربتها.
والضحك بالنسبة ليهم عيب أخلاقي، ولازم يتوقف فورًا.
الضحايا؟
– الزوج اللي صحي بدري وقرر يعمل مفاجأة، اتقلبت عليه محكمة.
– الولد اللي نازل المدرسة فرحان علشان جاب 9 من 10، رجع يقول: “يا ريتني سقطت وارتحت”.
– البنت اللي قررت تقعد في البيت في إجازتها، علشان تسمع جملة: “يعني ناوية تضيعى عمرك؟!”
النكد الصباحي بقى وباء مجتمعي، مش بيفرق بين صغير وكبير.
وفيه سلالات مطوّرة منه كمان:
1. نكد ونايم: اللي بيوزع طاقة سلبية وهو لسه بيحاول يفتح عينه.
2. نكد صامت: وده أخطر نوع… ساكت بس بيشعّ غيوم.
3. نكد حيوي: صاحي من قبل الكل، وبدأ اليوم بـ 5 مشاكل و6 شكاوى و7 تنهيدات.
الحلول؟
– نبدأ حملة مجتمعية تحت شعار: “افطر قبل ما تتخانق”.
– توزيع كتيّب صغير بعنوان “كيف تصبح بني آدمًا قبل 10 صباحًا”.
– نخصص برنامج إذاعي بعنوان “ضحكة قبل الفطار” يشتغل بصوت عالي جوه البيوت.
– ولو فشلنا… نوزّع ستيكرز “ممنوع الاقتراب قبل 11”.
رسالة للمجتمع:
مش كل يوم لازم يكون مأسوي! لو مفيش سبب للزعل، متخترعوش!
مش لازم تصحى الصبح وتبدأ يومك بتهمة جديدة لأقرب حد حواليك.
فيه ناس بتحاول تضحك… ساعدوهم بدل ما تمسكوهم متلبسين بالسعادة.
وفي الختام…
لو شفت واحد مبتسم الصبح، ما تقولّوش: “إيه؟ كسبت في اليانصيب؟”
قوله: “ضحكتك منورة اليوم… خليك كده”.
اضف تعليقك على المقال