يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

"مدري" من كلمة عفوية إلى ظاهرة شعبية.!

عبدالسلام الدباء

 

الكاتب : عبد السلام الدباء *


في عالم مليء بالتحديات والواقع المعقد، تأتي احياناً بعض الظواهر لتعكس لنا الواقع بطريقة تضيف لمسة فكاهية إلى الحياة اليومية، فتتحول تلك الأمور إلى رموز شعبية تنتشر بسرعة بين الناس.

وهنا .. قد لا يعرف الكثيرون عن أصل كلمة "مدري" وكيف أصبحت سمة أساسية في المحادثات اليومية في شبكات التواصل الاجتماعي بين اليمنيين، لكنها على ما يبدو أصبحت أكثر من مجرد كلمة، بل رمزاً يُستخدم للسخرية والتعامل مع الظروف الصعبة بطريقة مرحة.

القصة تبدأ بعد الانفجارات المستمرة جراء القصف على اليمن، حيث كان يتم تحذير الناس بعدم الإفصاح عن أماكن وقوع الانفجارات، تحت مبرر أن العدوان قد يستفيد من تلك المعلومات، والفكرة كانت أن الإجابة على سؤال "أين وقع الانفجار؟" تكون هي ببساطة "مدري"، أي "لا أعرف"، وهو ما أصبح يترسخ في أذهان البعض كإجابة لا بد منها في المواقف المشابهة.

لكن مع مرور الوقت، أصبح موضوع "مدري" يتحول إلى أمراً ساخراً في الأوساط الشعبية، إذ بدأ البعض يتداولها كنوع من المزاح، وتحولت الى وسم واسع الانتشار والتداول.. حتى أنها أصبحت تُستخدم الآن بشكل فكاهي في العديد من التعليقات، فعندما يريد أحدهم التحدث عن حدث ما، فبدلاً من ذكر أي تفاصيل قد تكون حساسة أو غير دقيقة، يقول: مدري وأحياناً يقول: "اليوم وقع مدري قوي"، بمعنى أنه قد وقع هناك انفجاراً قوياً، وعندما يقال لك: "كيف الوضع عندك؟"، فتكون الإجابة "ها وهه" بمعنى أن الوضع ما بين وبين (او نصف بنصف)، ولكن بطريقة غير جدية ولا تكشف عن أي تفاصيل اكثر.

هذه الظاهرة ليست مجرد مزاح، بل تعبير عن قدرة الشعب اليمني على التكيف مع الصعاب وابتكار طرق جديدة للتعامل مع واقعهم.. فكلما مروا بمحنة، كان لديهم دائماً القدرة على تحويلها إلى شيء ذو معنى ايجابي او ترفيهي يمكن الضحك عليه والمضي قدماً.

والان.. هل كان ما تقدم من الشرح واضحاً لك؟
بالتأكيد، إذا لم يكن واضح، فيمكنك أن تقول ببساطة "مدري" 🤷‍♂️ وإن كان واضح الى حد معين فقط، فيمكنك ان تقول "ها وهه" 👋 .. وفي النهاية وعلى أرض الواقع فان الحياة تمر ونحن نحاول أن نعيشها بأفضل طريقة ممكنة رغم كل التحديات، من الداخل ومن الخارج.
___
*مستشار وزارة الشباب والرياضة اليمنية

اضف تعليقك على المقال