يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ماهذا الحب لحضرموت

محمد بن عبدات

 

الكاتب : محمد بن عبدات

لم اكن اتصور ان يحتشد هؤلا الحضارم بهكذا صورة تقشعر منها الأبدان  في منطقه نائيه تقع على أحدى هضاب  حضرموت وتبعد عن اقرب تجمع سكني  كبير  بمسافات تصل في اقربها الى اكثر من  ٢٠٠ كليلو متر وفي ابعدها الى نحو ٤٠٠ كيلو متر  ناهيك عن من آتى من أطراف وصحاري ووديان حضرموت المتباعدة الأطراف.

 حقيقة لم اكن أهتم من قبل بالواقع السياسي  المتخبط  سوى في حضرموت او على مستوى البلاد  بعد ان وصلت الى قناعة تامة ان اغلب رجال  الساسه والمستفيدين من ظروف وواقع اليوم  يعملون فقط على  تخدير  الشعب المغلوب على امره  ويقولون  مالا يفعلون  لهذا  أصاب  كل ذلك الناس بالتذمر  والاحباط في ظل استمرار الفوضى والفساد وغلاء المعيشه وانعدام اوشحة كثير من امور ومتطلبات الحياة ..
 لهذا  لم يعد احد يتفاعل اويصدق  اويذهب الى اي دعوة  تنشد الى اصلاح  الوضع كون الشعب اصبح يدرك تماما انها لاصلاح  احوال هؤلا وانتفاخ بطونهم ولاتجد من يصفق لهم اوينافقهم غير من هو مستفيد وله اهداف خاصة من هؤلا..

  لذلك ظللت عن  نفسي بعيدا عن الانجرار   خلف واقع  لايظهر  اصلاح اكثر مماهو فساد ومصالح خاصه اكثر  مما هي عامه .. 

ومن يومين سمعت من يتناقل الاخبار عن دعوة من قبل تجمع حلف حضرموت  لكافة ابناء حضرموت يعتزم  من خلالها على  توجيه رسالة الى من يهم امر  حضرموت سوى في الداخل او الخارج  تتكلم عن مظلومية حضرموت ومطالبها المشروعة  وماتعانية  من واقع مرير  رغم  تاريخها وحضورها وثرواتها وامكانياتها الكبيره  التي لايستفاد منها ولاتذهب لمصلحة الشعب الذي يعيش جله  تحت مستوى خط الفقر .. 

كنت اقول في  قرارت نفسي انها دعوة مثل كل الدعوات ولن يحضر اليها احد غير من  هو في ركب مصالحه فقط خاصة وان المكان الذي حدد فيه اقامة فعالية هذه الدعوة يقع فوق سطح هضاب مرتفعه تبعد عن المدن والتجمعات السكنيه والحواضر  بمئات الكيلومترات  وتحت اشعة شمس حارقه في لهيب اجواء النهار في مثل هكذا شهور ..

وبالتالي لم اعير ذلك الموضوع اهتماما ولم  يخطر ببالي  اننا سوف اصحى على صورة مغايرة مما رسمتها في خلدي  . حيث شاهدت صورا  تاتي  من سطح تلك الهضبة  لحشد غير مسبوق  ناس اتت وكانها تشعر ان هناك اكثر من بصيص امل لانفراجه قادمه لحضرموت .

 لهذا  سألت نفسي ماذا فعل هذا الشاب  الاسمراني الحمومي الحضرمي  لياتى تلبية لدعوته ودعوة  حلف حضرموت كل هؤلا البشر من كل حدب وصوب ليقطعوا كل هذا المسافات ويتحملوا عناء الكثير من المشاق والواقع المحيط بنا جميعا  والذي لايخفي على احد .بعد  تغلل في نفوسنا كثير من الاحباط والتذمر من عدم المصداقيه لكل مايقال ..

 اذا لماذا كل هذا الدافع للحضور رغم كل الصعاب  اكيد هناك احساس وشعور مسبق لدى من ساقته اقدامه  الى ذلك المكان  السحيق ليستمع ربما  لبشارات او اخبار ساره تنفض الغبار من على  وجه الحضارم  الذين  عاشوا  عقود بل قرون من الزمن ان  جاز التعبير  وهم في شتات  وعذاب الغربه وهجراتهم التي غزت كل اصقاع  العالم حاملين  حب حضرموت رغم قسواتهافي كثير من الاحوال  عليهم   ..

فلهذا  اجزمت ان حب  حضرموت حين يظهر  يحمل معه رسائل  قويه  كونه نابع  من شعور  ومحبه لايوازيها  اي حبا اومغريات اخرى.. 

 وما هذا الحشد الذي تحمل كل المشاق للوصول الى هذا المكان  القاحل على هضبة حضرموت وتحت  اشعة شمس حارقه لايعطي دلاله غير ان حب حضرموت  ومستقبلها المشرق هو من يتغلل داخل افئدة وجوارح كل حضرمي شريف يتطلع لمستقبل مزدهر  لوطنه وابنائه. ولايضاهي ذلك الحب اي شيئا اخر ..

اضف تعليقك على المقال