يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

أبين وقيادتها

حسين البهام

 

الكاتب : حسين البهام

لست هنا بصدد تضخيم رجال أبين على حساب تضحيات الاخرين، لكنها الحقيقة التي فرضتها كل المحطات السياسية، فأبين لديها قيادة فريدة من نوعها في تعاطيهم مع القضايا الوطنية. أبين لم تكن في يوم من الأيام فئوية أو مناطقية عندما تتصدر المشهد السياسي. أبين في كل المنعطفات السياسية تثبت لنا جدارتها في التضحية والبسالة من أجل الوطن. ففي كل المراحل الحرجة التي مرت بها البلاد، نجد أسود أبين هم من يحملون راية الوطن والنصر، وهم من يبحرون بنا في رياح التغيير نحو الأفضل، لتبقى راية الوطن هي العليا.

لكن مع الأسف الشديد، بأن تلك القيادة بعد العبور إلى بر الأمان بالوطن لم تدُم طويلاً في السلطة، هكذا تحكي لنا الأيام قصتها السياسية مع قادة أبين. لا نعرف هل هي سماحة النفس الأبينية التي لا تحمل الكنينه لأحد لتشرك الجميع معها في السلطة وتعطي الأولية للآخر على حساب أبنائها، حتى لا يسجل التاريخ عنها بأنها عنصرية. أم أن هناك ما تخفيه النفس البشرية الأمارة بالسوء، فالخوف من السقوط أو فقدان السلطة أو الحسبان القبلي هم سببًا في البحث عن الآخر لتمكينه مفاصل السلطة، الذي سرعان ما ينقض عليها ويسلبها سلطتها التي انتزعتها من الميدان بتضحيات جسام  .

اليوم أدركت بأن أسباب السقوط لتلك القيادات لم تأتِ نتيجة لذكاء المنافس، لكن بسبب غباء الحاكم الذي عمل على تفكيك منظومته العسكرية والمدنية التي كانت سببًا في وصوله للكرسي، لكي يرضي الآخر بأنه ليس مناطقي أو فئوي. إن البحث في الاستدامة في السلطة هي سبب تعجيل سقوط تلك القيادة. اليوم أبين خارج المشهد، وستكون غدًا هي من تقود المشهد، لكن هل سنستمر في تكرار الأخطاء ذاتها؟

 

اضف تعليقك على المقال