يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

الرياضة اليمنية.. وعشم ابليس بالجنة؟

ياسر الجبيحي

 

الكاتب : ياسرالجبيحي 

حقيقة مرة والكل يعلمها.. مجرد مشاهدة هذه الصورة، وفرحة هؤلاء الناشئين.. بطولة. 

مثل ماتحدثنا بواقعية لقاء اليوم الكارثي.. علينا أن نتحدث بواقعية، عن تشظي البلاد وضياعها.. والذي انهك قوى اقتصاد البلد بكلها، لدرجة الإفلاس.. وليست الرياضة فقط. 

لكن ليش العناد، والبقاء بالكراسي.. انه صراع المناصب.. او كما قال اكبر مسؤولي البلاد لمروان غفوري.. عندما سألهم.. كيف الخلاص.. كم مدته.. فكان ردهم في *علم الغيب* .

يخبرني احدهم، من اروقة الاتحاد العام.. بأن المنتخب لم يجد ثمن تذاكر النقل البري للسعودية.. فمابالكم بالبقية والبقية من اساسيات البقاء صامدين في المشاركات الخارجية، ليظهروا لكم متماسكين، ويلعبوا بقدر المستطاع.

قال : 
- انتم مساكين تشطحوا وتزرعوا الاحلام في نفوسكم، والحقيقة ان لا احد يستطيع ان يسقيها، في كل ربوع الوطن.. وان لم نشارك ستقولون :  
- ايش عاد باقي مع الاتحاد طيب.
ثم  يضيف: 
يا اخي عالاقل بقائنا، تشفع له عندكم، هذه المشاركات الخارجية.. عالاقل لنبقى امام العالم موجودين.
اما تقلي دوري شامل، ومنافسات.. وبطولات فئات عمرية.. انا برسلك ميزانية اخر دوري قبل التوقف، وشوف كم النفقات.. ملائين الملائين.

اذا ماقدرنا نخرج مكافئات لاعبين منتخبات سابقة.. ايام ماكانت البلاد تحت راية دولة واحدة، فكيف سنقدر هذه الايام، والبلاد تدار بالمزاج، وموارد الدولة، لاتصل لمكانها المحدد.. بل لانملك مكان محدد لهذه الموارد.. الوضع فوق مايتصور الشارع.. انت عارف كم تكلفة غذاء المنتخب والمعسكرات، والسفريات....الخ.. مبالغ لاتخطر على بال احد.. وكلها بالعملة الصعبة.. احنا ندبر احوال المشاركات من بعض الشخصيات الوطنية في المال والاعمال، او من بعض علاقاتنا.. او من مسؤلين الدولة المتشظية، بأمور فردية.

نتحول احيانا للشفقة، والرحمة.. مع انها من حقوقنا.

ليش ماسألت نفسك خلال الفترة الماضية.. كيف رجعت علاقتنا مع نظام صنعاء.. فكرنا بأمور كثيرة.. فوجدنا بأننا احق بأموال صنعاء، كما نحن احق بأموال وزارة عدن.. فالمنتخب للجميع، والجماعة بصنعاء متفهمين.

كل ما تنظرون له انتم، عن الانشطة الموسمية، وفلوس الفيفا.. وبطولات موحدة كما اول.. اسمحلي اقلك : انتم بلا عقل.. الفيفا لن يأتي ليدفع لك أجور مواصلات وحكام وامن وطب واعلام...الخ.. لاقامة بطولات وطنية موسمية.. ماهي المئة الألف الدولار، والا النص المليون الدولار.

مجرد مشاركة منتخب وطني، مشاركة نموذجية، يحتاج لها مئات الالاف من الدولارات.. الذهاب لدولة ما للعب مباراة ودية مع منتخبها، يحتاج لميزانية، او اذا استضفته.. انت تتعامل مع بشر فوق الأربعين شخص.. ومعهم الفريق المنافس، اذا استضفته، يعلم الله كم عددهم.. سهل سهل لوكنا موحدين في نظام اقتصادي واحد.. كأندونيسيا مثلا، او بوتان الدولة الصغيرة، ذات الاقتصاد الواحد، والمسؤولية الواحدة.

عندما تقيم بطولات موسمية لجميع الفئات.. لاتفتكرها امور تتم بشخطت قلم.. والبلاد في ظل هذه الظروف الصعبة.. وستثبت لك الايام.. انت حكم من ايام التسعينيات.. ايام الدولة.. (كنت شقل له انا قد شميتي من عصاريها، ونفذت بجلدي.. لكنني فرملت منتظر الدولة تعود)..
إسأل الحكام زملائك.. الم تكن هناك مبالغ تتبقى معلقة لهم.. وهم كانوا في ظل دولة بكل شموخها.. فما بالك اليوم.

كرة القدم اذا لم تستعد لها، بدراسة متقنة، وبحسابات دقيقة.. حبالها شائكة ومعقدة، وسندخل في دوامة، لا اول لها ولا اخر.. شوف مشكلتنا مع اندية عدن، كيف هي معقدة.. اذا كانوا لم يتفقوا في بطولة صغيرة كالمريسي، فكيف ستنجح بطولة شاملة لأندية الوطن.. وبالذات لو علمنا ان اغلب الاندية اليوم، لاتملك المال، فقط عدد قليل جدا.. ممكن أقل من ثلاثة.

قده وهو دوري تنشيطي مكلفت، لا نجد له موارد.. ولا نتمكن من ارضاء جميع الاطراف.. كل محافظة تتهمنا بالخيانة والقصور، فكيف نقدر نسير بطولات  موسمية.

احلامكم هذه مشروعة، ونتمناها.. لكنها تحتاج لهيبة دولة قوية.. تفرض سلطتها على كل شبر في البلاد.. ومواردها تذهب بأمانه الى محلها، حتى يستفيد الجميع.. وتأخذ كل وزارة حصتها.

نحن نحتاج لدولة بموارد واحدة.. نستطيع نطالب، بحقوقنا ونحن مرفعوين الرأس.

ميزانية البطولات المتعددة، لاتستطيع تقوم بها حتى بيت هائل.

نحن افضل من كل الاتحادات، مع ان بعض الاتحادات انشطتها فردية، وجماعيتها قليل الوفود، تستطيع تحرك انشطتها، لكن شوفهم، لاحس ولا خبر لها.

لذلك.. لن يحل مشكلة الرياضة اليمنية، غير نظام دولة واحد، قائم عالعدل، في الموارد بين الوزارات، تحت رقابة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.. وهذا عشم ابليس في الجنة، بحسب ماتفرضه علينا التركيبة السياسية اليوم.

الوضع امامك وانت اخبر...لا العيسي يقدر، ولا احد غيره.. غير الدولة النظامية.
تقولوا اصدقه.. الصراحة افحمنا ابن اللذين حبيبي وصديقي.
#ياسر_الجبيحي

اضف تعليقك على المقال