يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

سقوط موجع.. ومسؤولية لا تسقط بالتقادم

فؤاد قاسم البرطي

 

الكاتب : فؤاد قاسم البرطي 

حين تهتز أحلامنا.. وتتعثر خطواتنا.. لا يعني ذلك أنها ماتت.. بل هي تتألم.. تنتظر فرصة أخرى للنهوض.

خسارتنا أمام إندونيسيا بنتيجة ثقيلة 4-1 لم تكن مجرد هزيمة في مباراة، بل صدمة تجاوزت التوقعات وتركت في القلوب غصة يصعب تجاهلها.

 

حتى أكثر المتشائمين لم يتوقعوا هذا السيناريو القاسي.. أخطاء فردية قاتلة في الخط الخلفي.. ارتباك واضح.. تمركز سيئ.. وهدف ثالث قاتل كان بمثابة الضربة التي أفقدت اللاعبين توازنهم وثقتهم.. لتُغلق أبواب العودة مبكرًا وتتحول المباراة إلى مشهد من الحسرة.

 

الوجع الأكبر.. أننا لم نخسر بسبب نقص في الموهبة أو ضعف في الروح.. بل لأننا خذلنا أنفسنا.. مدافع تائه.. مهاجم بلا حلول جماعية.. وقرارات فنية لم تسعفنا في تعديل الكفة.. الحقيقة المُرّة أننا جميعًا نتحمل جزءًا من المسؤولية بدرجات متفاوتة.

 

اللاعبون داخل المستطيل الأخضر.. الجهاز الفني بخياراته.. الإعلام بتوقعاته.. الاتحاد بظروفه.. الدولة بصمتها.. ورجال الأعمال بعزوفهم. كل طرف كان غائبًا أو مقصرًا بطريقة أو بأخرى.

 

ورغم كل هذا.. تظل هناك نقطة ضوء لا يمكن تجاهلها.. جمهورنا الوفي، الذي لا تنكسر روحه.. ولا تموت أحلامه.

لهذا الجمهور، كل التحية والتقدير.. لأن أحلامه مثل جذور الشجر.. قد تتأثر بالعواصف لكنها لا تموت.

 

حظوظنا في التأهل تبدو ضعيفة.. لكن كرة القدم لا تؤمن بالمستحيل.. ما زالت هناك مواجهة أخيرة أمام كوريا الجنوبية، وفوز معنوي فيها قد يمنحنا شيئًا من الكرامة ويعيد بعضًا من البريق.

 

الوقت الآن ليس للوم.. بل لإعادة تقييم شاملة.. لاختيار الأنسب.. وتصحيح المسار.. ولرسم ملامح جديدة لمستقبل منتخبنا..

لأننا ببساطة نؤمن أن أحلامنا.. قد تتعثر.. لكنها لا تسقط.. ولا تموت

اضف تعليقك على المقال