يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

عقدة الضحية: لماذا يفضل البعض لعب دور المظلوم دائمًا؟

أشرف محمدين

 

الكاتب : أشرف محمدين 

في كل مجتمع، تجد أشخاصًا يتقنون فن لعب دور الضحية، ليس لمرة واحدة أو بسبب ظروف حقيقية، بل كنهج حياة. هؤلاء لا يبحثون عن الحلول، بل عن التعاطف والاهتمام، وكأنهم يحصلون على قوة خفية من تأكيد مظلوميتهم. لكن السؤال هو: لماذا يختار البعض هذا الدور؟ وما تأثيره على حياتهم وحياة من حولهم؟

1- الضحية كوسيلة للسيطرة

قد يبدو الأمر متناقضًا، لكن لعب دور الضحية يمنح صاحبه قوة غير مباشرة. فهو يثير الشفقة، ويجعل الآخرين يشعرون بالذنب، مما يمنحه سيطرة خفية على من حوله. فكلما حاولت لومه أو تحميله مسؤولية أفعاله، سارع إلى إظهار كم هو ضعيف ومظلوم، مما يجعلك تتراجع حتى لا تبدو قاسيًا.

2- الهروب من المسؤولية

عندما يكون الإنسان ضحية، فهو ليس مسؤولًا عن أي شيء. الفشل في العمل؟ ظلم من المدير. المشاكل الزوجية؟ الطرف الآخر لا يفهمه. ضيق الأحوال؟ الحياة لم تعطه فرصة. وهكذا، يصبح دور الضحية وسيلة مريحة للهروب من مواجهة الأخطاء الشخصية وتحمل عواقب القرارات.

3- السوشيال ميديا وصناعة المظلومية

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تحولت عقلية الضحية إلى وسيلة لجذب الانتباه. تجد من يبكي أمام الكاميرا، أو يكتب منشورات مؤثرة عن مدى قسوة العالم عليه، فيحصد الإعجابات والتعليقات المتعاطفة، وكأنها وقود يغذي إحساسه بالدونية والاستحقاق في نفس الوقت.

4- كيف يؤثر ذلك على العلاقات؟

العيش مع شخص دائم الشكوى واللوم مرهق نفسيًا، سواء في الصداقات أو الزواج أو حتى بيئة العمل. فالطاقة السلبية المستمرة تجعل الآخرين ينفرون، مما يزيد من إحساس “الضحية” بالعزلة، وهكذا يدخل في دائرة مفرغة: يشكو من الوحدة لكنه السبب فيها!

5- كيف نواجه هذه الظاهرة؟
    •    تحديد المسؤوليات: يجب أن نساعد من يلعبون دور الضحية على رؤية حقيقة دورهم في المشاكل.
    •    تشجيع الحلول بدل التعاطف: بدلًا من مواساة الشخص، يمكن توجيهه نحو الحلول الواقعية.
    •    وضع حدود واضحة: لا يجب أن نسمح لأنفسنا بأن نُستنزف عاطفيًا بسبب شخص يرى الدنيا كلها ظالمة له.

و في النهاية 

أن تكون ضحية لظرف ما شيء طبيعي، لكن أن تجعلها هويتك هو قرار خاطئ. الحياة فيها الظلم والعدل، الفشل والنجاح، لكن الفرق بين الناجحين وغيرهم هو اختيارهم للمواجهة بدل الاستسلام. فهل أنت ضحية حقًا، أم أنك فقط تعيش الدور؟

اضف تعليقك على المقال