يمن اتحادي هو منصة إخبارية رقمية رائدة تسعى لتقديم تغطية شاملة وعميقة للأحداث الجارية في اليمن، مع التركيز على تقديم صورة واضحة وموضوعية للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ثرثرة اعلامية (2)

عمر الحار

 

الكاتب : عمر الحار

تعرض قطاع الاعلام لهزة عنيفة بالانقلاب ، كادت ان تقضي عليه ، وتلقي به في سلة المهملات . و سط اختلال وظائف شرعية الدولة المنكوبة في الداخل والخارج ، و استفحال المشكلات التي تواجهها على كل صعيد ملقية بظلالها الكثيفة على  قطاعها الاعلامي .
ونحن على دراية بخروج رأس الشرعية و اعلامها من عنق زجاجة الازمة فقط ،  المكبلة لماتبقى من جسمي هياكلهما معا ،. بمعنى ادق وقوع الشرعية مابين سنديان الازمة ومطرقة البند السابع ، المستولي في وضح النهار على كافة الصلاحيات القانونية لها ، و مصادرة قرارها الوطني ، فاقدة لصفاتها الرسمية نتيجة لسريان مفعول البند الناظم والحاكم الرسمي لليمن منذ اندلاع ازمتها . الا من باب ابقائها على قيد الحياة السياسية الشكلية عبر شبكة تنفسها الاصطناعي و الاممي المعروف .
و من الاجحاف بمكان ان نطالب قطاع الاعلام الرسمي القيام بواجباته الوطنية في هذه المرحلة الكارثية من التاريخ ، في ظل وجوده المحكوم اساسا بشرعية الدولة المكرهة  على التنازل عن كبريائها الوطني ، ودس رأسها في التراب ، معدومة الجدوى من صدى صوتها الاعلامي المبحوح في الفضاء الاكتروني ، الممنوع عن التأثير في الرأي العام ، واعادة صناعة وصياغة الوعي الوطني للجماهير ، بعض النظر عن نظريات الاعلام والدولة الموكلة للاول القيام بهذه المهمة التي لا يعلى عليها في البناء الوطني ، وتمكينه من صهر وبلورة مفاهيمها و ايدلوجياتها في حياة الاجيال لدرجة قد تسبق مختلف مؤسسات التعليم و الدين .
وتلقي كثيرا من الاوساط السياسية والاجتماعية بحجارة اللوم و التقصير على الاعلام الرسمي متجاهلين ظروفه الموضوعية القاهرة المستوجبة للرثى لا الدعاء عليه ، وكيل التهم له بلا عناء ، رغم الجهود التي يبذلها لايصال رسالته الاعلامية المغمورة و المقهورة من شرعية الدولة الواقعة بين سنديان الازمة ، ومطرقة البند السابع النازلة صواقعا على رأسها ورأس الامة على حدٍ سوى .
ولا يحتمل المشهد الاعلامي العام حجم النكران والبهتان الحاصل عليه .

اضف تعليقك على المقال