الكاتب : عمر الحار
تعرض قطاع الاعلام لهزة عنيفة بالانقلاب ، كادت ان تقضي عليه ، وتلقي به في سلة المهملات . و سط اختلال وظائف شرعية الدولة المنكوبة في الداخل والخارج ، و استفحال المشكلات التي تواجهها على كل صعيد ملقية بظلالها الكثيفة على قطاعها الاعلامي .
ونحن على دراية بخروج رأس الشرعية و اعلامها من عنق زجاجة الازمة فقط ، المكبلة لماتبقى من جسمي هياكلهما معا ،. بمعنى ادق وقوع الشرعية مابين سنديان الازمة ومطرقة البند السابع ، المستولي في وضح النهار على كافة الصلاحيات القانونية لها ، و مصادرة قرارها الوطني ، فاقدة لصفاتها الرسمية نتيجة لسريان مفعول البند الناظم والحاكم الرسمي لليمن منذ اندلاع ازمتها . الا من باب ابقائها على قيد الحياة السياسية الشكلية عبر شبكة تنفسها الاصطناعي و الاممي المعروف .
و من الاجحاف بمكان ان نطالب قطاع الاعلام الرسمي القيام بواجباته الوطنية في هذه المرحلة الكارثية من التاريخ ، في ظل وجوده المحكوم اساسا بشرعية الدولة المكرهة على التنازل عن كبريائها الوطني ، ودس رأسها في التراب ، معدومة الجدوى من صدى صوتها الاعلامي المبحوح في الفضاء الاكتروني ، الممنوع عن التأثير في الرأي العام ، واعادة صناعة وصياغة الوعي الوطني للجماهير ، بعض النظر عن نظريات الاعلام والدولة الموكلة للاول القيام بهذه المهمة التي لا يعلى عليها في البناء الوطني ، وتمكينه من صهر وبلورة مفاهيمها و ايدلوجياتها في حياة الاجيال لدرجة قد تسبق مختلف مؤسسات التعليم و الدين .
وتلقي كثيرا من الاوساط السياسية والاجتماعية بحجارة اللوم و التقصير على الاعلام الرسمي متجاهلين ظروفه الموضوعية القاهرة المستوجبة للرثى لا الدعاء عليه ، وكيل التهم له بلا عناء ، رغم الجهود التي يبذلها لايصال رسالته الاعلامية المغمورة و المقهورة من شرعية الدولة الواقعة بين سنديان الازمة ، ومطرقة البند السابع النازلة صواقعا على رأسها ورأس الامة على حدٍ سوى .
ولا يحتمل المشهد الاعلامي العام حجم النكران والبهتان الحاصل عليه .
اضف تعليقك على المقال