- شريط الأخباركتابات

هل فعلا زيارة طارق صالح إلى بريطانيا من أجل تحرير البحر الأحمر؟

 

الكاتب : عادل الشجاع*

أثارت زيارة طارق صالح إلى بريطانيا جدلا واسعا، بل إن البعض زعم أن هذه الزيارة تأتي في إطار التعاون مع البريطانيين لمواجهة الحوثيين الذين يهددون الملاحة البحرية في البحر الأحمر، أصحاب هذا الرأي يعتقدون أن البريطانيين ليس لهم علاقة فيما يجري في البحر الأحمر وأنهم قد فقدوا الحيلة أمام الحوثيين، ولذلك فهم يستنجدون بقوات طارق صالح .

بريطانيا هي حاملة قلم اليمن في مجلس الأمن الدولي منذ عام ٢٠١١، فهي من تدعو إلى عقد جلسات بخصوص اليمن وتضع مسودات بيانات المجلس بخصوصه، وهي التي وضعت رؤية تقسيم اليمن ووضع مصير مختلف للوضع السياسي في اليمن التي أفصح عنها السفير آنذاك “مايكل أرون “في مقابلة صحفية عام ٢٠١٩ داعيا إلى الإقرار بمطالب السيادة الذاتية للأقاليم التي تسيطر عليها أطراف وجماعات وطالب السعودية بالتعامل مع الحوثيين كأمر واقع، فهل هي غير قادرة على إيجاد حلول داخل أروقة الأمم المتحدة لتبحث عنها لدى طارق صالح ؟

ولست بحاجة إلى التذكير بأن بريطانيا كانت وراء اتفاق ستوكهولم الذي مكن الحوثيين من الإبقاء على ميناء الحديدة بأيديهم التي يطلقون منها الصواريخ الآن والطيران المسير تجاه السفن التجارية وسفن النقل ونتائج ذلك أضرارا مادية وبيئية على الكائنات الحية والشعب المرجانية في البحر الأحمر،التي تظر باليمنيين وليس بالبريطانيين .

إنني أتفق مع وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا، بأن أيادي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ليست نظيفة في النزاع اليمني، فوجود خصم بالنسبة لهما يمثل دورا حيويا في تحقيق مصالحهما وفي تعزيز وجودهما في البحر الأحمر وخليج عدن، وبعيدا عن نظرية المؤامرة، فقد أثبت التاريخ حاجة الدول لوجود أعداء أو حتى البحث عن إيجادهم، فالذي هندس اتفاق ستوكهولم وعزل الرئيس هادي ليأتي بقادة مليشيات ليسوا متفقين على أبسط القضايا الوطنية، يستطيع أن يوجد عدو كي يلفت أنظار العالم بعيدا عن جرائم الكيان الصهيوني في غزة .

إذا ما الذي تريده بريطانيا من طارق صالح، هل تريد منه أن يحرر البحر الأحمر وهي تعرف بأنه لم يستطع تحرير ابنه وأخوه من قبضة الحوثيين وانتظر حتى تم تبادل للأسرى وكان بإمكانه أن يقدم على عملية نوعية داخل العاصمة صنعاء، خاصة وأن أخاه كان رئيسا لجهاز الأمن القومي وهو الذي يدير الأمن حاليا في منطقة المخاء، إضافة إلى القوات التي يديرها والتي أنشئت كما قيل لتحرير صنعاء وليس لتحرير البحر الأحمر ؟!

بريطانيا تحوم حول عزل الساحل عن عمق اليمن استباقا لانهيارات كبرى تريد بريطانيا من خلالها تثبيت الأوضاع القائمة فتظفر هي عن طريق حليفتها الإمارات بالسواحل والجزر الاستراتيجية وتترك لإيران بسط نفوذها على المناطق الشمالية من خلال الحوثيين وتظفر السعودية بالمهرة وحضرموت، فبريطانيا ليست متحسسة كثيرا من الدور الحوثي مطلقا، ولم يكسب الحوثي مثلما كسب أيام المبعوث الأممي البريطاني الأصل جريفث، الذي فرضته بريطانيا لإيجاد توازن يبقي على الحوثيين وينهي الشرعية لصالح المليشيات .

*من صفحة الكاتب بالفيس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى