ارسال بالايميل :
6270
الكاتب : د. محمد حسين النظاري*
إذا ما عاد بنا الزمن إلى ما قبل خمس سنوات، وتحديدًا في العام ٢٠١٩م، فسنلاحظ بأن جامعة البيضاء، كان كادرها يتوق لوجود مجلة محكمة لجامعتهم، كباقي الجامعات التي تفوقهم من الناحية المادية، فقد مثل عدم وجودها مشكلة لكادر الجامعة، لما يمثله النشر العلمي من أهمية كبيرة، ليس فقط لعضو هيئة التدريس؛ من أجل الترقية؛ بل لكون وجود المجلة العملية من ركائز البحث العلمي داخل الجامعات.
قبل مجيء أ.د أحمد العرامي رئيسا للجامعة، قدمت أفكار عديدة بخصوص وجود مجلة علمية محكمة لجامعة البيضاء، وظلت حبيسة الأدراج إن لم أقل حبيسة الأفكار، فما كان للمجلة أن توجد إلا في ظل رئيس يعي أهمية وجودها.
الزميل العزيز أ.د فاهم مدير هيئة التحرير له الإسهام الأكبر في بلورة الفكرة، وتحويلها من مجرد فكرة إلى واقع.
حينما صدر لنا قرار رئيس الجامعة بالهيئة التحريرية للمجلة، كنا نسمع التندر والضحك تارة، والاستهزاء تارة الأخرى، فقد كان البعض يظن أنه من المستحيل أن يصبح للجامعة مجلة علمية محكمة، ومع صدور كل عدد تناقص عددهم، بل ومع استمرارية الصدور، لم يكن أمام الجميع إلا التسليم بالأمر الواقع، والمتمثل في كون المجلة انتصرت على كل الأفكار الهدامة؛ التي كانت تريد وأد المشروع البحثي في أيام ولادته الأولى.
الجميل أن من كانوا إما معارضين لوجود المجلة أو مشككين باستطاعتها على الإبحار في بحر أمواج المتشائمين فيه تغرق أي طموح، الجميل أنهم نشروا بحوثهم في المجلة، والتي في الأساس وجدت لهم ولنا ولكل الأكاديميين من داخل الجامعة وخارجها من اليمن والعالم.
ما تحقق للمجلة اليوم لم يكن وليد الصدفة، ولكن لعمل دؤوب استمر طيلة أكثر من ١٨٠٠ يوم، كان مؤازرنا الأول المشرف العام للمجلة رئيس الجامعة، الذي كان ومازال نعم السند، وما زادنا نجاحًا أن الرجل يتمتع بعقلية منفتحة، فهو وإن كان المشرف العام ورئيسا للجامعة، لا يتدخل فيما يأتي للمجلة أو يتم نشره، وطيلة عملي سكرتيرًا للتحرير لم أتلقَ منه اتصالًا أو رسالة عن هذا البحث أو ذاك، وهذه الاستقلالية العلمية عززت من دور المجلة، التي نشرت وما زالت تنشر أي بحث رصين من أي جهة كانت، طالما والمحكمون وحدهم من أكدوا أصالته وتوافر الشروط العلمية والبحثية فيه.
الرجل الذي ندين له بالنجاح الذي تحقق للمجلة هو الزميل العزيز مدير التحرير، فما قام ويقوم به الدكتور فاهم بجاش عمل غير طبيعي وجهد مضن، ولهذا وصلت المجلة إلى ما وصلت إليه.
في جانب التنسيق كان للأستاذة أشواق المجربي دور كبير في إخراج المجلة؛ ثم تلاها الأستاذ أرفق شرهان والدكتورة صفاء العبيدي، وإخراج الغلاف للأستاذ إيساف السفياني، وللمدققين اللغويين أ.د محمد الآنسي باللغة الإنجليزية وأساتذة اللغة العربية د علي الحسني، ود أحمد حمبج، و أ. محمد المولد، وأ. إيمان الشرعي، وأ. إشراق الماوري، ولكل هؤلاء وغيرهم كان لهم الدور البارز في ولادة كل عدد.
كما كان للهيئة الاستشارية والمحكمين دور مهم في تقييم البحوث، خاصة أن المجلة بخلاف بعض المجلات الأخرى تستعين بمحكمين (٢) وتلجأ لمحكم مرجح ثالث، وهذا ما يعطي البحوث المنشورة قوة أكبر.
كان وجود مجلة علمية محكمة في جامعة البيضاء هدفنا، ولكنه لم يكن كل طموحنا، فمجرد وجودها أمر تستطيع كثير من المجلات تحقيقه، ولكن الديمومة والحداثة والارتقاء في التصنيف، وأن تكون المجلة وجهة الباحثين من الداخل والخارج، فقليل من المجلات من تصل لذلك، ولهذا وصل إجمالي عدد زيارات موقع المجلة ومعاينات الملخصات (63368) زيارة، وبلغ إجمالي عدد تحميلات ملفات pdf للأبحاث (46856) تحميلًا
أي أن إجمالي الزيارات وتحميل الملفات وصل إلى (110224) زيارة وتحميلًا، وهي أرقام تترجم عمليًا من أين بدأنا وإلى أين وصلنا ولله الحمد.
عندما تبدأ من الصفر زمنيًا وماليًا، ولكنك تمتلك المؤهلات العلمية والفنية؛ فإن ذلك الصفر سرعان ما يذوب وينصهر، وخير دليل على ذلك أننا في الإصدار السادس عشر بفضل الله بواقع ثلاثة أعداد لكل مجلد. ونحن الآن في العدد الخامس من المجلد الخامس، والمجلد يعبر عن السنة.
ومن أجل توسيع قاعدة النشر العلمي، فإن المجلة تُصدر إصدارات خاصة بأبحاث المؤتمرات العلمية والاستكتاب في موضوع علمي محدد، وبلغ عدد الاستشهادات للأبحاث المكتوبة باللغة الإنجليزية (60) استشهادًا، وحصلت المجلة على معامل (إتش) بمقدار (4)، وعلى معامل (i10=1)، كما أن المجلة حاصلة على الترقيم الدولي DOI، وكل بحث ينشر له رقم خاص به.
شهادتي مجروحة في المجلة وكل من ينتمي إليها، ولكن الواجب المهني والأخلاقي يحتم علي أن أورد ما ذكرت، ليس من باب الفخر، وإن كنا لا نخفي ذلك، ولكن من باب الإنصاف، وإن كنت أوقن أني لم أوفِ الجميع حقهم، وليعذروني، فهم أكبر بكثير من خلال دورهم من هذا المقال، الذي أبدا لن ولم يرسم كل جوانب النجاح.
ختامًا نترحم على روح فقيد الجامعة والوطن أ.د عبد الله المسيبلي أول رئيس للتحرير، رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته، وعزاؤنا في خلفه أ.د حميد الجبر رئيس التحرير حاليًا، والذي يعمل مع الجميع بكل جد. لتبقى شمعة المجلة متقدة، يستضيء بها كل الباحثين.
*سكرتير التحرير مجلة جامعة البيضاء.
اضف تعليقك على الخبر