أخبار محليةرياضةكتابات

أما بعد .. منتخب للمستقبل .. نرعاه اليوم ليسعدنا غدا

 

بقلم : صلاح العماري

اختتم منتخبنا الوطني الأولمبي، مشاركته في تصفيات آسيا، وبطولة غرب آسيا، دون 23، بلقائه الأخير، يوم أمس أمام نظيره السريلانكي، متوجا مشوار أكثر من شهرين، بمشاركة وصفها الجميع بالإيجابية بالنظر الى النتائج والأداء، وبفارق الاستعداد والإمكانات.

اجتمع هذا المنتخب، في بعثة باتت تمثل لهم أسرة واحدة، كيان واحد، اجتمعوا جميعا حول هدف واحد.

بدأ المنتخب بمعسكر داخلي بالغيظة، أقصى الشرق، ومباشرة غادرها بعد 40 يوما، نحو مدينة الخبر السعودية، ليصطدم بلقاءات من العيار الثقيل، ثم معسكر قصير خارجي، ومباشرة الى التصفيات في الدوحة.

رغم خروج المنتخب من التصفيات وغرب آسيا، إلا انه استطاع ان يلفت اليه الأنظار، وان يقدم مستوى جيد، ونتائج جيدة، رغم التعثر أمام منتخب قطر، وترك انطباعات طيبة في السعودية وقطر، ولدى الجمهور الرياضي.

ان أفضل ما ظهر به المنتخب رغم ظروف الحرب ومعاناة الإعداد من وجهة نظري، انه ترك بصمة واحترام لدى الجهات المنظمة والجمهور، بسبب الروح المعنوية العالية التي ظهر بها، والإلتزام الذي ساد المنتخب.

لقد بذل اللاعبون الغالي والنفيس، وتفوقوا على أنفسهم، رغم فارق الإعداد والإمكانات والدعم، وعلى السياق ذاته، بذل الجهاز الفني كل الجهود وخلط الليل بالنهار، لإنجاح المهمة، ومن خلفهم هيأ الجهاز الإداري والطبي الظروف الملائمة، مستشعرين حجم المهمة وعظمة المسؤولية.

واليوم وبعد انتهاء المنافستين، هل انتهى كل شيء؟ هل يذهب اللاعبون الى منازلهم، وينتهي الأمر؟

في اعتقادي ان المهمة تبدأ من الآن، للاهتمام بهذا المنتخب، واحتضانه بشمائل الرعاية، وترفيع معظمه الى المنتخب الأول، مع الاستمرارية في الاهتمام، وانخراطه في معسكرات بين الحين والآخر، وتوفير له المباريات الودية الدولية، والإمكانات التي من شأنها صقل مهاراتهم، وديمومة اكتسابهم لخبرة المباريات الدولية.

لقد أفرزت لنا مدينتا الخبر والدوحة، خامات شابة، تجمع بين الموهبة والروح القتالية، وهي بحاجة الى مزيد من الاهتمام، لتقديم أداء أجمل في منافسات قادمة.

وحتى لا نظلم هذا المنتخب، فقد عانى في ظروف صعبة، جاء من المنزل رغم ظروف الحرب وغياب الخدمات والغلاء وتوقف الدوري، تجمعوا في الغيظة، ليبدأ معهم الجهاز الفني المشوار من جديد، تعرض بعضهم للإصابات، تنقلوا عبر البر، تعبوا كثيرا، لكنهم لم يقصروا، قدموا مباريات مشرفة، وتعثروا مرة واحدة أمام قطر لأسباب عديدة أهمها فارق الإعداد والاصطدام بأقوى منتخبات المجموعة في أولى المباريات.

لا نقسو كثيرا على لاعبينا، فلهم كل التحية على ما قدموه، والتقدير للجهاز الفني الكباتن أمين السنيني وأنور عاشور وسعيد نعوم، ولجميع طاقم الجهازين الإداري والطبي، الذين عملوا في ظروف صعبة، وصنعوا منها شيئا جميلا، وميلادا لمنتخب قادم.

ولا أجدها مجاملة عندما أشكر الاتحاد العام ممثلا برئيسه ونائبه والأمين العام وأعضائه جميعا، لمتابعتهم للمنتخب، وديمومة تواصلهم، وهو واجب عليهم نعم، لكنهم كانوا على تواصل وحضور، يتبقى الأمل في مواصلة الاهتمام بالمنتخب، وتلافي أي اخفاقات أو قصور، ليتحقق الهدف المرجو مستقبلا.

وأحب هنا ان اشكر جميع وسائل الاعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة وقنوات التواصل الاجتماعي، التي تفاعلت وساندت المنتخب، من وحي اخلاص وطني، تجسد في سؤالهم اليومي، ومتابعتهم لأخبار المنتخب، وتغطية نشاطاته، ولقد اعجبت بمبادرات جميلة لشباب محب للمنتخب، ي
نشروا وصمموا وكتبوا، كل ذلك جسد العشق للمنتخب ولبلدهم، فالتحية لقنواتنا وإذاعاتنا الرسمية وغير الرسمية، ولصحافتنا الورقية والالكترونية، ولعموم أبناء شعبنا الذين تفاعلوا عبر وسائل التواصل جميعا، التي كانت عند مستوى الحدث وتفاعلت وأسهمت في إبراز مهمة المنتخب، وتحية أيضا لكل من انتقد بهدف التقويم والبناء، والشكر لزملاء الحرف الرياضي جميعا الذين اتحفونا بجميل إبداعهم ومواكبتهم للحدث، وزودونا بنسخ من عطاءهم الوافر، الذي كان زادا في الدعم المعنوي للمنتخب، وكنا نزود لاعبينا بما ينشر من جميل ابداعاتهم، وساهم معنا الجهاز الفني في عرض الكثير من التفاعل الإعلامي، فنال ذلك اعجاب اللاعبين وزاد من عطائهم، وهنا تكمن أهمية الإعلام الهادف والبناء، والشكر لزملائي الأعزاء في اللجنة الإعلامية للاتحاد العام الذين تواجدوا في الليل والنهار لإنجاح المهمة، وللقروبات الرياضية على شبكة التواصل التي لم اتوقع عددها الزاخر وعطائها الوافر في مناقشة الشأن الرياضي والسعي لإنتشاله نحو الأفضل، لهم كل الخب والتقدير، مع دعوة من محب لتقويم وتنظيم النقاش في بعضها حتى تصل للهدف المنشود.

تحية للجميع .. لاعبين، إدارة، جهاز فني، إعلاميين، اتحاد عام، لقد أفرزت هذه المشاركة حب وعشق للمنتخب من الجميع، ولا أحد معصوم من الخطأ، لكن تدارس جوانب القصور مهم للجميع، حتى نسعد هذا الجمهور المتفاعل بالملايين، ونرتقي برياضتنا وكرة القدم بالتحديد نحو منصات التتويج.

للاعبين جميعا أقول، لقد حظيتم بتمثيل وطنكم، كنتم خير ممثلين، بعطائكم الوافر، وهممكم العالية، وانضباطكم، وحسن أخلاقكم، واصلوا عطائكم وتطوير قدراتكم على المستوى الذاتي، وانتقلوا بمفهومكم اليوم، الى مستوى الاحترافية، فالمستقبل أمامكم، وبإبداعكم يسعد الملايين، انكم تتجاوزون آلامهم، ومعاناة شعب مكلوم، توحد حولكم، وفرح لفرحكم، وزادت أحزانه عند أي تعثر، بنجاحكم تفتح لكم أبواب الشهرة والإحتراف والتألق والتتويج، والأهم من ذلك التواضع والتواضع والتواضع، فبه تكسبون حب الجميع، وبالهمة والانضباط تحققون ما تصبون إليه.

وأجدها فرصة لأناشد اخوتي تاج رأسي زملاء الحرف في إعلامنا الرياضي جميعا في كل مكان، لرأب الصدع وردم الهوة، والبدء بصفحة بيضاء جميلة كجمال روحهم المعطاءة، وحبهم لوطنهم، وإبداع أقلامهم الوضاءة.

*أما بعد .. كسبنا مواهب للمستقبل .. حافظوا عليها واهتموا بها، لتسعدوا بهم غدا.*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى